القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

نبذه عن عكاشة بن ثور

111

إعداد / محمـــد الدكـــروى

ومازال الحديث موصولا عن صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، وقيل بأن كان هناك رجل يدعى باذان، وهو رجل من الفرس وقد بعثه كسرى أبرويز إلى اليمن نائبا عليها فبقي إلى بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر من قدم من اليمن من ولاة العجم، ولما كاتب النبي صلى الله عليه وسلم، كسرى بما كاتبه فقد مزق كسرى الكتاب وبعث إلى باذان أن أرسل إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين وكتب مهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يأمره بالمسير معهما إلى كسرى فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إرجعا وقولا لباذان أسلم فإن أسلم أؤمره على ما تحت يده وأملكه على قومه، فأتيا إلى باذان وكان كسرى قد مات، فقال باذان إني لأراه نبيا ولننظرن فإن كان ما قال حقا فهو فإنه لنبي مرسل وإن لم يكن فنرى فيه رأينا، فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه بن كسرى بقتل كسرى ويأمره بأخذ الطاعة له باليمن فأسلم باذان وأسلم معه جماعة منة العجم وبعث بذلك فى السنة العاشره من الهجره، فجمع له النبي صلى الله عليه وسلم، عمل اليمن وأمره على جميع مخاليفه فلم يزل عاملا عليها حتى مات.

فلما مات باذان فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمراءه في اليمن، فكان عمرو بن حزم على نجران، والصحابى خالد بن سعيد بن العاص على ما بين نجران وزبيد، والصحابى عامر بن شهر الهمذاني على همدان، والصحابى شهر بن باذان على صنعاء، والصحابى الطاهر بن أبي هالة على عك والأشعريين، والصحابى أبو موسى الأشعري على مأرب، والصحابى يعلى بن أمية على الجند، والصحابى زياد بن لبيد الأنصاري على أعمال حضرموت، والصحابى عكاشة بن ثور على السكاسك والسكون، والصحابى عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري على بني معاوية بن كندة، وكان الصحابى الجليل معاذ بن جبل معلما يتنقل في عمالة كل عامل باليمن وحضرموت، وكان الصحابى عكاشة بن ثور، هو عكاشة بن ثور بن أصغر الغوثي،
وكان عاملا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على السكاسك والسكون وبني معاوية من كندة،
وقد ذكره سيف بن عمر، في كتابه، أخرجه أبو عمر هكذا، وقال لا أعرفه بغير هذا، وكندة هى قبيلة يمانية قديمة ويعود ذكرها في نصوص المسند السبئية للقرن الثاني قبل الميلاد.

وعُرفت هذه القبيلة في كتب التراث باسم كندة الملوك، وقد قامت مملكة كندة في نجد وكانت مستعمرة سبئية لتأمين الطريق التجارية، وكان تاريخ مملكتهم فى الجاهلية يشوبه الكثير من الغموض فقد تحدث عنه الإخباريون وأكتشفت كتابات عديدة في قرية الفاو مكتوبة بخط المسند القديم وهي مايعول عليه الباحثين لمعرفة تاريخهم بعيدا عن تعصب وتحزبات النسابة وأهل الأخبار، وقد إعتنقوا الإسلام في القرن السابع الميلادي وكانوا ممن وفد على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في عام الوفود وإشتركوا في الفتوحات الإسلامية ونزل كثير منهم الشام والعراق وشمال أفريقيا وأقاموا أربع دول في الأندلس، وتنقسم كندة لثلاث أقسام رئيسية وهي بنو معاوية الأكرمين وبنو السكاسك وبنو السكون وكان الملك محصورا في بني معاوية ولذلك عرفوا بالأكرمين وتتفرع من هذه الأقسام الثلاث أكثر من خمسين قبيلة، يتواجدون في اليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وتوجد عشائر في العراق والأردن لا زالت متمسكة بنسبها القديم، وكان عام الوفود، هو العام التاسع الهجري وقد عُرف بذلك لكثرة الوفود.

التي قدمت المدينة المنورة مسلمة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والتي يزيد عددها على سبعين وفدا، وكان ذلك بعد غزوة تبوك في شهر رجب فى السنة التاسعة من الهجرة، وفي هذا العام جاء إلى المدينة وفود كثيرة من أنحاء الجزيرة تعلن إسلامها أمام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكان نصرا كبيرا للمسلمين وبدأ الإسلام ينتشر وينتشر في كل الجزيرة العربية وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل نبينا وحبيبنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى نزلت السورة الكريمة، سورة النصر فقال الله تعالى ” إذا جاء نصر الله الفتح، ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك وأستغفره، إنه كان توابا” وفي هذا العام جاء وفد عظيم يمثلون مائة الف رجل وهو وفد اليمامة، يعلن إسلامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رجل واحد إسمة مسيلمة، وعندما دخل القوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلنوا إسلامهم اعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم الهدايا، فقالوا له الوفد يا رسول الله إن فينا رجل من سادتنا خارج الدار.

وما رضى أن يدخل معنا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام يحرس متاعكم إذن فهو ليس بأسوءكم واعطاهم الهدايا لة، فخرجوا لمسيلمة وقالوا له ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، عنة، فقال لهم مسيلمة إنظروا مدحنى محمد، ثم بعد ذلك ذهب مسيلمة لبيت النبى صلى الله عليه وسلم فقال لة القوم متى تُسلم يا مسيلمة ؟ فقال لهم مسيلمة أسلم على أن يعطينى محمد الأمر من بعده، فسمعة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمسك النبى صلى الله عليه وسلم، عرجون صغير من الأرض وقال ” والله يا مسيلمة لإن سألتنى هذا العرجون ما أعطيتة لك ووالله ما آراك إلا الكذاب” وفي يوم آخر أرسل مسيلمة صحيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنص على من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، آلا إنى أوتيت الامر معك فلك نصف الأرض ولى نصفها ولكن قريش قوما يظلمون، فأرسل له النبى صلى الله عليه وسلم ” من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من أتبع الهدى، أما بعد، فإن الأرض لله يرثها من يشاء من عباده والعاقبه للمتقين” وقد أستمر أمر مسيلمة الكذاب حتى أدعى النبوة.

وقد تآمر مع أحد الناس واتفقوا على أن ينشروا خبر كاذب وهو أن محمد قال ” إن مسيلمة رسول مثلة” فأرتد كثير من الناس بعد ذلك، وأستمر الأمر حتى قُتل مسيلمة الكذاب بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما عن السكاسك والسكون، فهما بطن في اليمن من كهلان وهماإخوة بني شرس ابن كندي من بني عريب بن كهلان، كما جاء في صفة جزيرة العرب، وقيل السكاسك هم بطن من حمير، كما جاء في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب للبغدادي، وكما ينسب السكون إلى المساجد، وقال الجوهري والسكون من كندة غلب عليهم إسم إبيهم فقيل السكون والسكاسك والسكون يعيشون في مخلاف الجند وخدير وهو مما يلي مدينة تعز وهو مايسمى اليوم بقضاء الحجرية، وعنهم يقول الهمداني في صفة جزيرة العرب بأنهم أهل جد أى مجتهدون ونجدة وهم ممن لم يدن للقرامطة بل قتلوا أحمد بن فضل القرمطي وما زالوا مشاقين أى معارضين للملوك كفاحا، ومن قبيلتي السكاسك والسكون هاجرت في الفتوحات الإسلامية إلى الشام وغيرها ومنهم الفارس الكبير عمرو بن الحصين السكسكي أو السكوني.

ثم الشامي وقد شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان وقتل بها وقد قتله سعيد بن قيس الهمداني وهو من أهل العراق، وبخصوص التأكيد إلى نسبتهم إلى كهلان حيث يقول بعضهم إلى أن آل السكاسك منهم الحواشب ولد السكاسك بن وائل بن كهلان، وقد أكد الهمداني أن من مناطقهم الجند والدوم وشرار حسب الهمداني، كذلك يوجد من السكاسك أقوام كثيرون في حضرموت، ومساكن السكسكي أو السكاسك أو السكون في تعز، ومن عشائر تعز، هم السكسكي في جبل صبر ويعيشون في قرية العزلة والعرمة والميهال لأن جانب من بيت السكسكي في الأعروق، والسكاسك في التعزية وتحديدا في الجندية بالقرب من جامع الجند، وبيت السكسكي في الأعروق وهم يعيشون في قرى الأنجود واللمس والقلعة وعكابة والحباترة، ومنهم طاهر عبد العزيز عطا احمد بن احمد حيدره الراوي، ويعيش في قرية عكابة، ومن السكاسك من يعيش في قرية الرجيمة، ومن السكاسك من يعيش في قرية نحمة، وكان السكاسك يقطنون في جبل صبر والجند وخدير حتى نخلان وشرقا إلى ناحية وراخ ومغرب إلى حدود الركب.

وجنوبا إلى حدود الأصابح، ومن السكاسك بني بني فارع السكسكي وهم يعيشون في الأعمور ويعيشون في قرية عكابة، وهم كذلك من الذين يعتزون بالتاريخ التليد لأجدادهم وبأنهم سابقون إلى الإسلام وهم ممن استجابوا لدعوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عندما أجابوا الصحابى الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى الدين الإسلامي، ومنهم من إقليمهم تناسل العلماء الجهابذة والمؤرخون والقادة والملوك، وقد ظلوا متمثلين المذهب الشافعي لمئات السنين ولم يحيدوا عنه إلى سواه، لذا فلا زالوا منابذين لذلة والهوان طالبين للسوية والتماثل كأسنان المشط، وتجدهم يقبلون عن مضض ومكرهة الإمتثال للأئمة ولطالما خاضوا نضالات ومعارك لا زال غبارها لم ينقشع حتى اللحظة، وهم يقبلون التوافق والتوائم ويحبون التعايش وتراهم نارا تشط في الصدور لا تلبث أن تسري في الهشيم حينما يجدون الدونية والإزدراء ينالهم أو ينال مذهبهم وإقليمهم، وقد ذكر سيف بن عمر في أول الردة عن سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان أنه كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على السكاسك والسكون وذكره أبو عمر‏.‏

قد يعجبك ايضا
تعليقات