بقلم- مودّة ناصر
سأكتُب اليوم عنكَ وعنّي،
وعن الأشياء الضائعة،
عن فقد الهويّة ورتابة الأيام،
عن اعتياد اليأسِ والإصابةِ بالواقع،
عن مُصادقة الحزن وتنشئته فصار فتًى جميل،
عن عقوقِ السعادة التي غدَت فتاةً ملعونة،
عن الربيعِ الذي أكله الخريف،
عن المسافاتِ التي حالت بيني وبينك،
وعن موقعي الجغرافيّ مِن العالم ونَفسي الذي لا أرتضيه،
عن حضوري الغائبِ وقلبي الحاضر حتى وإن طال الغياب،
عن سَفري في ذاتي وغُربتي عن الجميع،
عن التنقيبِ في مناجمِ الروح في الليلِ الطويل،
عن ذهني الذي شَرد من فرط التفكير،
عن العُمرِ الذي مرَّ في وعليّ،
عن حروفِ الجرّ الزائدة والكلمات التي لا محل لها من الإعراب،
عن السكونِ المُشتهى ورفيق الروح الذي لا محل له من الوجود،
عن أسراري المُخجِلة، وطفولتي المُبهجة، وأحلامي المُضحِكة،
عن الطِفلة والعاشقة والأمِ اللائي يسكنْني ولا سلطان لي في،
عن البوحِ الذي هجرني، والقلَمِ الذي خذلني، والفكرة المُتمردة،
عن أنَّ الأشياء لا تبدو كما تُرى،
وكذلك أنا،
سأكتبُ عن عدمِ الكتابة،
وعنك وعنّي مجددًا،
عن العجز أمام الورق،
وعن الوصولِ إلى نهاية النصِّ بعد عناء.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية