القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

في متحف الكلماتِ وقلعة الحياة

85

بقلم- مودّة ناصر
في متحفِ الكلمات كانت رحلتي وغايتي ورسالتي، فأنا رسولُ الكلمِة، اصطفى الله أبانا آدم بالكلام وعلَّمهُ وأخصَّهُ واجتباهُ خليفةً للهِ في أرض الله، إذ قال تعالى:
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) صدق الله العظيم، -سورة البقرة.
لذا، أشعرُ بانتمائي إلى الكلمةِ وآثارها، ففي قلعة الحياة ينبُض الجمالُ بمتحفِ الكلمات التي تعودُ نشأتها إلى بِدء الخليقةِ منذُ الأيامِ الأولى.
في مُتحف الكلماتِ أقف، جُدرانٌ بيضاء ناصعة، وأناسٌ كثيرون، كلٌ ينظرُ إلى جداره، الذي هو -حقيقةً- جدارُ قلبِه؛ فالكلمةُ انعكاسٌ للقلب ومتى يُضيءُ القلب، تنبُض الكلمة وتتراصُّ حروفها كأنها بنيانٌ مرصوص.
في رحلتي،
رأيتُ رجلاً قد زيّن الشيبُ رأسه فزادهُ وقارًا، وعيناهُ لامعتانِ أمام الجملةِ المضيئةِ على جداره “ونحيا بذكراكم إذا لم نراكم، ألا إن تِذكار الأحبّةِ يُنعشنا”
ورأيتُ فتاةً في ربيع عمرها بوجهٍ حالمٍ يعكسُ الجملة المضيئة على جِدارها “عرفت الهوى مذ عرفت هواكَ، واغلقت قلبى عمّن سواكَ، أحبك حبين ِحبَّ الهوى وحباً لأنك أهلٌ لذاكَ”
ووجدتُ شابًا أرهق البُكاء عينه ومُضيءٌ يأسهُ قول الرحيم ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أُجيبُ دعوة الداعِ إذا دعان”
وكثيرٌ كثير، مَجمعٌ من الكلم هو دلادلةٌ لمجمعنا البشريّ والقلبيّ، وحضورنا الروحيّ الذي هو مَلِكُ كل شيء.”
أما أنا، فمازلتُ تائةً أبحثُ عن جداري وروحي لكي تُضيء.
أكتُب لكم في زيارةٍ قادمة من متحفِ الكلماتِ الواقعِ بقلعةِ الحياة.
مودّة، ولهذا الاسمُ نور روحه أيضًا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات