القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

دموع المسنين بين التضحية وجحود الأبناء

138

بقلم _السيد عيد

التقدم في السن يزيد من احتمال تعرض النساء والرجال على حد السواء لبعض الأمراض فهم لا يتحملون خرير الماء أو صفير الهواء لجسدهم الهزيل الذي وقع في مصيدة الزمن،

يحتاج المسنين لشخص يطعمهم ويُلبسهم، وهذا غالبا ما لن نجده في زماننا ، فقد اعتلت نظراتنا ملامح الاشمئزاز والنفور مما نراه،ففى الماضي كانت الرحمة تسكن القلوب، ولم يكن الأبناء بمنأى عن آبائهم وأمهاتهم ، كان الحب يجمعنا ، كنا نعترف بفضل الأب والأم أم الآن فقد رحلت الرحمة من القلوب وحملت من القسوة الكثير فأصبحت أشد من الحجارة قساوة .
آبائنا وأمهاتنا أحوج من أطفالنا إلى التدليل ، والاسترضاء ، والعاطفة ، والحنان ، والرفق ، والرحمة ، والصبر ، والسهر ، والتضحية فقدوا الكثير من حيوية الشباب وعافية الجسد ورونق الشكل من أجلنا من أجل راحتنا .

هم آباؤنا، وأمهاتنا، الذين ما نسيتهم أو تناستهم يوماً الا أبناء عاقة جاحدة فبدلا من أن نقدم لهم الكثير والعديد رداً لجمائلهم غير المحدودة، نقوم بوضعهم فى دور المسنين .

كيف وهم بمثابة الذكرى المتبقية من الزمن الجميل، وقد ارتفعت في وجوههم ألسنة الابن أو الابنة هذا أو تلك بقول لاذع، أو احتداد لفظي، أو تأفف وعصبية ولا يجوز أن نتناسى كذلك أذى قد تمتد به يد أبناء لاتستحق ما قدمه لهم آبائهم وأمهاتهم ، وهم أصلنا وقيمتنا أليست هى الأم التى حملتكم وهنا على وهن؟ أليست هى من سهرت على مرضك؟ أليست هى من أوصانا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم .أليس أباك هو من ضحى بالجهد والمال من أجل راحتك ؟ أليس هو من فرح بقدومك الى الدنيا وسعد بأول خطوة تخطوها قدميك. فما نحن بالنسبة لهم سوى صور فهل يجوز أن نتطاول عليهم أو أن يكون هذا رد الجميل لهم .

كم من القصص المأسوية التى تحملها جدران دور المسنين من عقوق الأبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم.
قد تكون دور رعاية المسنين خيارا آمنا للكثير من المسنين المهمشين في منازل أبنائهم ويعانون الوحدة وتكون أحن عليهم من أبنائهم شرط أن تكون هذه الدور مهيأة على أحسن وجه وتوفر لهم حياة اجتماعية ومعيشية مختلفة، وهو ما نفتقده في أغلب دور المسنين .
وبالرغم من مافعله الأبناء بجحودهم تجاه والديهم الا أنهم يستجدون رؤية أبنائهم ولو للحظات قبل أن يفارقوا الحياة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات