القاهرية
العالم بين يديك

خطاباتٌ تحتضنُ الليل. (الخطابُ الثامن.)

164

بقلم- مودّة ناصر

عزيزي أهلاً،
كيف حالُك؟
لعلك بخيرٍ مع الدنيا وفي سلامٍ، الأخيرةُ شحيحةٌ جدًا؛ فلا تهبنا هُدنةً لنستريح وتكِنَّ آلامنا قليلاً.

وددتُ لو أن سمرًا بيننا دائمًا أبدًا..
وأنك هُنا مؤنسي.

أكتبُ لك عن هذا الثقيلِ وجودًا، والعسيرِ تعبيرًا، والذي نرفضُ تقبُّله حينما يزورنا.
الحياةُ تحوي الكثيرُ من الآلامِ وتضمُّ في طياتها أحزانًا تتلوها أعيننا سِرًا وعلانية، لا مفاضلة بين واحدٍ وآخر؛ “فالألم يطالب الشعور به.”، لكنَّ الأشد قسوة أن يُحزنك مَن تُحب، أو يَحزن مَن تُحب. حينما لا يسعك سوى أن تصمت في حضرةِ الحزن، لأن غيمتهُ حطت على ساحتكِ ولا مفرّ، حينما يتألم من تحبُ وأنت عاجزٌ أمامهُ ولا تملكُ إلا قلبًا يرجو الله السلام. تتمنى أن يضمك قلبُك حينما تفرُّ إليه، وتودُّ لو أن حبيبًا -ولو بعيدًا- تستندُ على كتفةِ، يسمعكَ بأذنِ قلبه، وتحتضنُ عيناهُ دمعك؛ تقول صاحبةُ الحكايةِ رضوى “كل ما أعلمه أن وجودك ولو في البعد هو سندٌ هائلٌ لي.”
الأيامُ ثقيلةٌ يا صديقي كما القلوب، والحزنُ عصيٌّ يأبى الفراق، وإني أفتقدُ الأحبة، فهل مِن تلاق؟
تُخبرني نفسي بأن الله حكيمٌ عليم، يعلمُ كيف وأين يُصيبنا.
ولكن لا تبتئس؛ فاللهُ رحيمٌ بنا، وكفيلٌ بما قدّره يعلمُ خائنة الأعينُ وما تُخفي الصدور.

عزيزي،
وددتُ لو أن سمرًا بيننا دائمًا أبدًا،..
وأن الأحزان ترحلُ حينما نتحدثُ عنها.

لعل غيمة الأحزان تنجلي وتمرُّ، وينبت غيث أدمعنا رضًا وأمنًا وسلامًا.
كن بخيرٍ دائمًا،
واكتب لي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات