بقلم: د/ أمل طنطاوي
الوقت الذي صُنعت منه الحياة، هو مقدار أنفاسنا فيها.
الوجود والخلود في الأرض، لاينفيه انقطاع هذه الأنفاس، مُعلنة الرحيل عن هذه الدنيا، والارتقاء للحياة الأبدية التي لاتُحسب فيها الأنفاس.
استثمار وإدارة هذا الوقت بفن، هو السبيل للخلود في الدنيا بأعمالنا والارتقاء في حياتنا الأبدية.
تقليل التشتت بين الكثير من الأشياء، والاهتمامات، بالتركيز على الضروريات والأولويات، وتجاهل المُلهيات، يمنحنا القدرة على وضوح الرؤية، وتحديد الأهداف، والإنجاز بشكل أكبر.
من يسعى بصدق خلف هدفه؛ تسانده كل الظروف للوصول إليه.
فما زرع الله في قلبك رغبة الوصول إلى أمرٍ معين، إلا لأنه يعلم أن بوسعك أن تصل إليه.
” الحاجة تزرع في المرء العادة”~وليام شكسبير
كل هذه التحديات التي عشناها هذا العام، وجهت حاجتنا دون تفاوض، لاكتساب عادات، أصبحت بالنسبة لنا في أقل تقدير عادات جوهرية.
معرفتك بنفسك هي بداية النمو الداخلي والترقي، فالنجاح الحقيقي يبدأ بمعرفة الذات، ثم تحقيقها بوعي وحب، وحرية الوعي بأن كلاً ميسر لما خلق له، وأن كل تحسن في الحياة يبدأ من استخدام الإنسان لقدراته وطاقاته، فبقدر تقديرك لقيمة نفسك، بقدر أنواع الرزق التي ستأتيك.
الحياة تبدأ في نهاية منطقة الراحة الخاصة بك، تغيير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك، ويعيد تشكيل مستقبلك.
“أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات” أوبرا وينفري
إذا أردنا تغيير واقعنا ونمط حياتنا في زخم التحديات، والكم الهائل من الأفكار السلبية التي نتلقاها يومياً؛ لابد من تقييم و إعادة برمجة عقلنا الباطن، بتحريره من جذور المعتقدات السلبية، وتغذيته بأفكار جديدة تساعدنا في الوصول لأهدافنا في هذه الأرض، نمشي في مناكبها، فننعم بكل ما جعله الله ذلولاً لنا.
السر العظيم الذي يمتكله الأشخاص العظماء، والسعداء والناجحين؛ هو قدرتهم على إطلاق العنان لقوى العقل الباطن والتواصل معه بإدراك.
السعادة ليست حظاً، وإنما هي القدرة على التعلم، والتدرج في الوعي، وإدراك كل فرد منا أن جنته وبستانه في صدره، وأنه هو وحده من يملك بين يديه مفتاح بوابة السعادة.
الأمان والصفاء والسلام الداخلي، أن يؤمن الإنسان أنه جزء من هذا الكون، نفخ فيه من روح القوة العظمى المتفردة، فتطمئن نفسه بقربها، ويشعر بها أقرب إليه من حبل الوريد، ويحيا بانعكاس نور هذه الروح تشع نوراً له ولمن حوله؛
فيتواصل مع كل من حوله بنقاء وبهجة، ويستشعر الفرح حتى في أصغر المباهج، كنسمة هواء أو وردة صغيرة تعتلي شجرة في جانب الطريق.
“التواصل هو العلاج الذي يناسب جميع الناس لكل الأمراض” توم بيترز
التواصل الحقيقي الذي لن يضيره تباعد الأبدان، التواصل الحق بابتساماتٍ تبصرها قلوب يدفئها الحب، وأرواح تتهادى الدعوات.
السلام هو السبيل للحب، الذي يتحقق معه الإيمان، فحين نتتقبل أنفسنا ونعلم أننا نكتمل بالاختلاف، فنتحاور بلطف واحتواء، ونُفشي السلام بيننا.
قوة الكلمة قد تفوق أية قوة فيزيائية توصل لها الإنسان، لأنها تمس الروح والعقل والقلب وليس الجسد فقط.
القوة التي تنبعث من التأمل بحضور الجسد والذهن معاً بسكون ويقظة، والاتصال بسر الحكمة، بسر الرحمة، بسرِ الغِنى، بِسر القدرة مصدر الروح ومصدر كل قوة في الكون، هي “قوة الآن” التي بها يصل الإنسان مطمئناً إلى الغد!
محاربة شدائد الحياة ومصاعبها، تحتاج إلى جملة أسلحة منها سلاح التفاؤل، والأمل، وتغليب حسن الظن بالله دائماً، وانتظارالأفضل وتوقعه، وطلب ماعند الله من خير وفضل، يليقان بكرمه وجوده سبحانه وتعالى.
الأصل في كل دروب الحياة هو اليُسر، والعُسر دوماً طاريء وسيرحل.
لك الحمد يا الله حتى يبلغ الحمد منتهاه.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية