القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الإنسانية والإحسان

245

 

بقلم السيد عيد

الإحسانُ خَصلةٌ يُتقِنُها الأَتقياءُ، ويُحسِنُها أصحابُ القلوب الرحيمة فلن ينسى الله ماقدمته من خير وكم عينا كادت أن تبكي فأسعدتها والرحمة والإحسان، وإدخال السُّرورَ إلى القلوب الحزينة، ومسحَ دُموعَ الغُبن والشَّقاء عن العيون المُنكسرة الحزينة ، وأن تُعيدَ البهجة إلى الوجوه الباسرة الكالحة. وتقوم بهذا الأفعال وأنت مستشعر أنّ الله يراك، بهذا المفهوم أصبحت من المحسنين فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان .

إنّ مرتبة الإحسان من أعلى المراتب ولا ينالها إلا من شمّر عن ساق العزيمة في العبادات وعمل الخيرات واكتساب الصالحات .
وهناك صور عديدة للإحسان في حياتنا فلو تمعنا النظر في جمال الكون سنجد الإحسان إلى الوالدين فهو حق عظيم لا يختلف عليه أحد والإحسان إليهما من أعظم الأعمال التي يمكن لنا أن نتقرب بها إلى الله تعالى، وهو من أعمال الفطرة السليمة، والتي يجزي الله بها، يقول سبحانه وتعالى “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” و الإحسان الى الجار والضيف فإكرام الجار والضيف والإحسان إليهما من خصال الإيمان فروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جائِزَتُهُ، قَالَ: وَما جاِئِزَتُهُ يا رَسُولَ اللهِ قالَ: يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيافَةُ َثلاثَةُ أَيَّامٍ فَما كانَ َوراءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ َعلَيْهِ، وَمَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت ) .و الإحْسَان إلى اليتامى والمساكين والإحسان إلى المسيء و الإحسان في القول و الإحسان إلى الحيوان واسمحوا لى أن نتوقف هنا فالإحسان الى الحيوان تعتبر صفة من الصفات العظيمة التي يتسم بها الإنسان لاسيما أن الحيوانات مخلوقات من لحم و دم مثلنا تقريبا و لكن اختلفت في الصفات و الأشكال أوجدها الخالق
سبحانه وتعالى لحكمة ولكن لطالما كانت هناك فئة ضالة تتعمد إتباع غرائزها الوحشية فتقوم بإيذاء هذه الحيوانات
فتجد من يقوم بشنق كلب والآخر من يقوم بقذف قطة بالطوب أو تجد من يقسو على حصانه بالضرب ويحمله فوق طاقته فى مشهد به الكثير من القسوة أين ذهبت الرأفة بالحيوان ولماذا أصبحت قلوب البعض من حجر تجاه تلك الحيوانات ؟
فقد أوصانا الرسول بالرفق بالحيوان والإحسان إليه وعدم إيذائه وتحميله مالا يطيق فلا يجوز تعذيبه وتجويعه فقد دخلت امرأة النار فى هرة حبستها فلا هى أطعمتها ولاهى أطلقتها ودخل الجنة رجل سقى كلب يلهث من شدة العطش .

قد يعجبك ايضا
تعليقات