القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

إلى أشيائي الحياري

103

بقلم- مودّة ناصر

إلى أشيائي الحيارى اللائي يُشبهونني..

كُنَّ واثقاتٍ من أمرٍ واحدٍ فقط، هو أنهنَّ حيارى مثلي. دفترُ خواطري يجلسُ وحيدًا في انتظاري، يؤنسهُ ديوانُ الشِعر المُفضل في آخرِ الرف، ربما لا يدري أني لا أملكُ شجاعة الافصاح بعد.

الإنكار يتوّجُ عيوبي، لا أُجيدُ سواه حيال أموري المُفزعة. الحيرةُ وسمتي وأنا ضحاياها. عَلَّنا -في الأصلِ- ناسًا واثقين. نُحسِنُ الإدراك بما نُحبُّ وما نريد. لكنَّ طول الطريقِ يُتيهنا. مساراتُه المُتشابكاتُ عديدةٌ، تُراها حيارى مثلنا فتداخل أمرها؟

تلك الحكايات التي حدَّثتُ بها نفسي وازَّينَت، كيف أضيفُ الجديد منها إلى القديم؟ الحُلم إلى الواقع؟، أتجتمعُ الأضدادُ ببعضها؟ ربما، وربما لا ربما أبدًا.
لِمَ تخجل النفسُ مِن حيرتها؟، ولماذا عُلِّمنا كيف نكونُ صامدين فحسب؟. أولا ينبغي أن نُعلَّمَ كيف نقبَلُ ضعفنا ونرعاهُ، كأمٍ تحتضنُ رضيعَها، لا ليكبُر ويتفاقم بل ليمضي ويتعلّم كيف يحيا.

في بحور نفسي أُبحرُ، يعلو موجي -أحيانًا- فأوشِك على الغرق. يُعلمني الإبحارُ كيف أهوى السباحة. الشاطيء بعيدٌ فلا أراه، والقاعُ سحيقٌ فلا أعرفُ مداه.
قلبي شِراعي الأبديّ، مهما انحرف سيعودُ إلى رُشدِه يومًا. لا أعلمُ هل سيحتضنني شاطئًا أم أرض قاع، حينما ألقي حتفي سيدركُ الجميع أنّي يومًا ما كُنت هنا وحاولت، أولا يكفي شرف المُحاولة؟.

قد يعجبك ايضا
تعليقات