القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الخط العربى جزء من تراث عربى أصيل أين هو الآن ؟

272

بقلم الكاتبة / أميمة العشماوى

الخط العربى هو هندسة روحانية وفن جميل يستهوى كل من يراه مماجعل الكثير من الأدباء والشعراء يعبرون عن ماتكنه نفوسهم من أقوال وأشعار تبين رفعة هذا الفن وعظمة شأنه ولما لا وهو جزء من تراث عربى أصيل لابد من المحافظة عليه فهو أحد أشكال الفن التشكيلى فكتابة القرآن الكريم بلغته العربية المزخرفة فن فى غاية الرقى إنعكس على تزين جدران المساجد بالآيات القرآنية فالخط ليس مجرد كراس ومدرس لغة عربية بل هو فن له أصول فى إبداعه وزخرفته ليكون تراث ممتد من أربعة عشر قرنا فقد ظهر الإهتمام به منذالقرن الأول الهجرى حينما أرسل سيدنا عثمان بن عفان المصحف الشريف إلى الأمصار فتفنن الخطاطون وأبدعوا فى كتابة القرآن الكريم فمنه الخط النسخ .. والرقعة .. والثلث .. والفارسى .. والديوانى .. والكوفى فالخط العربى علم بحره عميق فهو ليس بالشيىء السهل بل له خصائص فنية وهندسية فكل حرف له عدد نقاط فى الطول والإرتفاع عن السطر أيضا لكل خط قلم مخصص ويختلف شكل الحرف الصحيح إذا ماتغير سن القلم ومن هنا يلجأ الكثير لتعليم الخط العربى بأنواعه لذلك كانت أول مدرسة لتحسين الخطوط فى مصر أنشئت عام 1922 فى عهد الملك فؤاد ولم يكن إنشاء تلك المدارس من فراغ ولكن لإقتناع الملك فؤاد وقتها بأنها مدرسة مميزة تتولى خط خطوط كسوة الكعبة المشرفة لأنها وضعتنا فى مقدمة هذا المجال بدلا من إستقدام خطاطين من دولا إسلامية أخرى لأن الخط العربى هو عماد الفن الإسلامى ففى حين إهتمت مصر قديما بهذا الخط لأن هذا الخط فنا يميزنا لكن للأسف تم إهماله فقد كان الإقبال على تلك المدارس لم يعد كما كان خاصة بعد قرار وزير التعليم الأسبق أحمد زكى بدر بوقف هذه المدارس لمدة عام ثم تولى الدكتور أحمد جمال الدين الوزارة فألغى القرار وكانت وزارة التربية والتعليم تهتم بحصة الخط العربى وكانت لكل المراحل الدراسية والآن إختفت حصة الخط من مدارس مصر فى حين وجدت إهتماما فى دولا مثل تركيا فهى تنظم مسابقة دولية كل أربع سنوات وإمارة الشارقة لديها الآن متحف للخط العربى الذى يقام له المسابقات بينما فى مصر لايوجد سوى معرض سنوى وحيد يقام فى الأوبراوكانت النتيجة تدنى مستوى خط الدارسين نظرا لغياب الوعى الخطى حتى آلت به الحال إلى مرحلة الهزل بعد أن تعمدت الدولة محو حصته من المناهج الدراسية وإلغاء مجانية تعلمه للهواة ومضاعفة مصاريف دراسته مما أدى إلى تقلص عدد مدارسه نحو الثلثين وأصبح عدد طلابه على مستوى الجمهورية لايتجاوز الألف دارس فى النهاية أقول لابد من الإهتمام بإعادة هذا الفن التراثى إلى مكانه السابق بإعداد مناهج لجميع المراحل التعليمية بدلا من المناهج الرديئة الموجودة حاليا على أن يتم هذا فى صورة مسابقات بين الخطاطين مع التشجيع المادى والمعنوى وإقامة معارض لعرض أعمالهم تشجيعا لهم فقد وجب الآن أن يأخذ الخط العربى حقه من الإهتمام مثل بقية الفنون الأخرى لأنه جزء من تاريخ الحضارة المصرية كى نحافظ فى النهاية على هويتنا وتراثنا العربى الأصيل قبل أن يخرج هذا الفن الأثرى من الخدمة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات