القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حائط في زنزانة… كتبت /هبه الببلاوي

143

وعند تجديد المباني القديمة في سجون المعتقلين لفت انتباه أحد عمال الترميم حائط مكتوب عليها كلمات بالدم علي لوحة ملذوقة علي الجدار
وعند قراءتها وجدت أنها كلمات جواد حستي البطل الفدائي طالب الحقوق الذي جاء قائد القوات الفرنسية بنفسه ليستجوبه، ولكن جواد لم يتكلم لينقذ نفسه بل مد إصبعه في أحد جروحه وكتب على الحائط – بدمائه – عبارات يذكرها التاريخ:

اسمي (جواد). طالب بكلية الحقوق..فوجئت بالغرباء يقذفون أرضي بالقنابل فنهضت لنصرته، وتلبية نداؤه..والحمد لله لقد شفيت غليلي في أعداء البشرية، وأنا الآن سجين وجرحي ينزف بالدماء..أنا هنا في معسكر الأعداء أتحمل أقسى أنواع التعذيب..ولكن ياترى هل سأعيش؟ هل سأرى مصر حرة مستقلة؟ ليس المهم أن أعيش..المهم أن تنتصر مصر ويهزم الأعداء.
وعرف قيمة هذا الجدار وتم أخذ اللوحة ووضعت في متحف في بورسعيد وإختفت ولا نعلم مكانها..
وعن لسان البطل محمد مهران : قاا :
المتحف دة اتبني وتم إفتتاحة فى يوم 24 ديسمبر سنة 1964 ، وعقب معركة سنة 1956 كانت اتبنت مسلة الشهداء فى بورسعيد ، وتحت هذة المسلة اتعمل متحف لمعركة بورسعيد ، هوة صحيح كان متحف متواضع ، وكان فية هذة اللوحة اللي هية عليها الكلام الذي سطرة الشهيد جواد حسني بدمة ، فكانت اللوحة دى اللي عليها كلمات البطل الشهيد جواد علي حسني موجودة فى متحفنا ، وفى عام 1966 كانت المحافظة بتصفي هذا المتحف وهو المتحف الذي كان تحت المسلة وطلبوا مننا نروح نشوف اية المهم فية عشان ناخدة نضيفة للي عندنا هنا ، فلما ذهبنا لاستلام بعض الاشياء من المتحف كانت هذة اللوحة لم يقوموا بتسليمها لنا بعد ان محيت اثارها وفقدت وقد بحثنا عنها كثيرا بعد ذلك ولم نجدها ، البطل العظيم جواد علي حسني يستحق كل تقدير فقد دمر وبعض زملائة معسكرا للفرنسيين فى بورفؤاد وأصيب البطل جواد وتم القبض علية لاستجوابة لكنة رفض الرد على اسئلة المعتدين .. فقاموا بتعذيبة تعذيب عنيف جدا ورغم هذا التعذيب إلا انة تماسك ورفض الرد عليهم فوضعوة داخل حجرة فى مبني ببورفؤاد فسطر بدماءة داخل جدران الحفرة لحظات تعذيبة وكلمات خالدة لمصر ،
وبعد ذلك فتحوا باب الحجرة وأمروة بالآنصراف وبعد خطوات قليلة خطاها البطل أطلقوا علية النار من الخلف فسقط شهيداً وهو يهتف بحياة مصر ،
جواد حسني مواليد١٩٣٥ومات سنة ١٩٥٦ وكان عمره ٢٠عاماً
ولد «جواد» بحى «جاردن سيتى» من أسرة عريقة لها تاريخ في النضال .
رحم الله جواد حسني كان كتيبة بمفرده حارب جيش بأكمله ..شهيد لن ينسي

قد يعجبك ايضا
تعليقات