القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

كل يـــوم حديث حديث اليوم رواه عبدالله بن الشخير

148
كتبت../ ســـوسن محمـــود
– انتهَيْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقرَأُ : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] قال : ( يقولُ ابنُ آدَمَ : مالي وإنَّما لكَ مِن مالِك ما أكَلْتَ فأفنَيْتَ أو لبِسْتَ فأبلَيْتَ أو تصدَّقْتَ فأمضَيْتَ )
▪️شرح الحديث
لَيْس للإنسانِ مِنَ الدُّنيا مِن المالِ إلَّا ما تَصدَّق بِه راجيًا ثَوابَ اللهِ في الآخرَةِ.
وفي هَذا الحديثِ يَقولُ عَبدُ اللهِ بنُ الشِّخِّيرِ: أَتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَهو يَقرَأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] أي: أَشْغَلَكُم طَلبُ كَثرةِ المالِ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يَقولُ ابنُ آدَمَ: مالي مالي) أي: يَغتَرُّ بِنِسبةِ المالِ إِلى نَفسِه.
(هَل لَك يا بنَ آدمَ مِن مَالكَ إلَّا ما أَكَلْتَ)، واستَعْمَلْتَ مِن جِنسِ المَأكولاتِ والمشروباتِ، (فأَفْنَيْتَ) أي: فأَعْدَمْتَها، فَوصَلَ نَفْعُ ذَلك إِلى أَجزاءِ البَدنِ واستقامَ بِه أمرُها،
(أَو لَبِستَ) منَ الثِّيابِ (فأَبْلَيْتَ)، أي: فأَخْلَقْتَها، وهَل يَحصُلُ لَكَ مِنَ المالِ وَينفَعُك إلَّا ما تَصدَّقتَ على مُحتاجٍ قاصِدًا وَجهَ اللهِ تَعالى فأَمْضَيْتَ، أي: فأَمضيْتَه وأَبقَيتَه لنَفْسكَ يَومَ الجَزاءِ؟!
وفي الحديثِ: الحثُّ على إِنفاقِ المالِ في وُجوهِ البِرِّ.
في مسند أحمد عن (رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ :
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ قَالَ :
« عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ ».
فلا مانع أن يتَّجر الانسان، ولا مانع أن يزرع، ولا مانع أن يعمل الأعمال الأخرى من: نجارةٍ، أو حدادةٍ، أو غير ذلك، ولكن عليه أن يستعين بها على طاعة ربه، ولا تشغله عن الآخرة.
فمن جمع بين الدنيا والآخرة فلا حرج عليه، كما جمع الصَّحابةُ: كعبدالرحمن بن عوف، والصديق، وعمر، وغيرهم، جمعوا بين الدين والدنيا، فهم من أهل الأموال، ومن أهل الاستقامة والصلاح، بل من العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم وأرضاهم.
والمقصود من هذا أن المؤمن يعدّ للآخرة، ولا يُشغل بما يصدّه عن الآخرة، بل يكون عنده الجدّ في طاعة الله، والعمل بطاعة الله، والحذر مما يشغله عن الآخرة،
ولا بأس أن يعمل: يتَّجر، أو يضع شركةً في كذا وكذا، ويكون حدَّادًا، أو خبَّازًا، أو نجَّارًا، أو خيَّاطًا، لا بأس، لكن يتحرَّى الحقَّ والصدقَ وعدم الغش، فإذا فعل ذلك فقد جمع بين الأمرين: جمع بين خيري الدنيا والآخرة

قد يعجبك ايضا
تعليقات