القاهرية
العالم بين يديك

الأنا…وانهيار ثقافات كتبت_هبة حسان

167

ظهر في الآونة الأخيرة كثيرا من الأخلاقيات الدخيلة علي مجتمعاتنا العربية ،
فتتدني شعوب وتنهار قيم لما ساد البشر من أخلاقيات سيئة بها ومنها ،
ظاهرة( التعصب )،
وهي ظاهرة خطيرة ،وتنمو هذه الظاهرة من خلال نمو (الأنا ) داخل كل فرد فيصل به إلي التعصب والتشبث برأيه، وفكره ومنه إلي التطرف.

(الأنا ) هو تضخيم الذات فلا يرى الفرد غير رأية أو فكره
فهو الوحيد الذى يملك الحق، ومن دونه باطل، ويؤدي ذلك إلي التعصب بكل أشكاله والتعصب يؤدى الي التطرف، والإرهاب فلا يرى الفرد غير نفسه ويغلب رأية، وانتمائه علي مصلحة العامة أو مصلحة بلده .
والسبب في ظهور هذا السلوك عوامل كثيرة .

منها الأسرة،

وهي الموطن الأول والأساسي لتكوبن الفرد فكريا وثقافيا،أىأن الأسرة هي من تنمي لدي الفرد حب الذات وأن لا يحترم الآخر، ويرى نفسه فقط الصواب ،و لا يعترف بالخطأ حتي ولو هناك دليل وإثبات علي ذلك
حيث يربي الإنسان علي زرع قيمة أنه الأفضل ،فيستخف بغيره ويكون مستبدا برأيه وقراره .

لذلك ينشأ لنا جيل مليئ بالتعصب والتطرف وينتج عن ذلك نمو الفكر المتطرف والإرهاب الذى يهدم كل حضارة وكل عراقة ،وهناك أمثلة كثيرة لإنهيار حضارات بسبب التعصب والعنصرية .

أنواع التعصب

•تعصب ديني
وهو شدة التعصب لمبدأ ديني أو فصيل ديني ينتمي إليه فيرى أن الأولوية لجماعته أو طائفته ،
فيدافع عن فكره الديني بكل شراسة .

•تعصب عرقي
أى انتماء الفرد لأصول معينة ويدافع عن أصوله هذه ويحاول أن يفرض هذا علي كل من حوله حتي لو بالقوة ويرى أن من ينتمي لغير أصوله ليس لهم حقوق مثلهم.

تعصب رياضى
وهو انتماء الفرد لرياضة معينة ويحبها لدرجة انه ممكن أن تدخله في مشكلات ولا يتقبل الهزيمة من الآخر ويرى دائما أن فريقه هو الأفضل وغيره لا يحق له الفوز .
كل هذه أشكالا للتعصب تؤدي إلي تعطيل الحريات أو إنقاص الإعتراف بحقوق الإنسان.

كيف نواجه ظاهرة التعصب ؟

الأسرة
فهي أهم مؤسسة تعد الفرد وتساعد في تكوين شخصيته
فلابد لها من إتباع طرق سليمة للتربية
علي اساس تقبل الآخر وعدم التعالي
وأن” إختلافالرأي لا يفسد للود قضية “.

المؤسسات التربوية
وهذا من خلال إعداد مناهج تنبذ التعصب، والفكر الواحد والتطرف

المؤسسات الدينية
وذلك من خلال تعديل الخطاب الديني
وعمل ندوات لوعي الفرد والشباب خاصة بأهمية الوسطية، وأن الله حرم فرض الدين بالقوة .

المنشآت الرياضية
عدم تحفيز الشباب والمجموعات المشجعة مثل “الألتراس” علي العنف والتطرف في تشجيع رياضتهم.

وقد سعي الكثير من علماء النفس والإجتماع لوضع أسس، وحلول للتصدى لهذه الظاهرة حتي لا تتفشي داخل المجتمع وهي،
إهتمام الأسرة بتربية الأبناء علي إحترام الاخر.
الفهم الصحيح لتعاليم الدين وربط العنف بالدين.
مقاومة الفتن والإعلام المضلل .

أمثلة لدول انهارت بسبب التعصب
وسيادة الأنا
كل ما نجده من انهيارات للدول بسبب التعصب والتطرف
بداية من دول أوروبا
إنهيار الإتحاد السوفييتي
الحروب الأمريكية القديمة علي الهنود الحمر أصل الأمريكان
الحروب العالمية كلها بسبب التعصب
الثورات العربية أيضا بسبب التطرف والتعصب
لذلك نجد أن التعصب، وزيادة الأنا عند الفرد آفة خطيرة لا تفرز غير الخراب والدمار .
قال تعالي:
“واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله”

قد يعجبك ايضا
تعليقات