القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

التوبة والحب

151

كتب_ الشريف أحمد

ما هى التوبة وما هو معانى التوبة
هيّا نتجول فى معانى كلمة التوبة قبل ان نسترسل فى بحارها
“التوْبَة” هى إسم مصدرها “تاب” – الجمع تَوْبات أو تَوَبات
أما مصدر تَوْب هو تاب.
فالتَّوْبة هى الاعتراف والندم والإقلاع، والعَزْم على ألاَّ يعاود الإنسان ما اقترفه من إثم.
التَّوْبَة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 9 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها تسع وعشرون ومائة آية
أما التَّوْبة النَّصوح: تكون التَّوبة الصادقة، وهي ندم بالقلب واستغفار باللِّسان، لقوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً”.
وكلمة توبة لها مشتقات اخرى :
“أتباب” وهو إسم – والجمع تَّابُّ وينشق منها كلمة “تَأَوّب”أى رجع أول الليل، ومنها ايضا تأتى كلمة إستتاب يستتيب ، اسْتَتِبْ ، استِتابَةً ، فهو مُسْتتيب، و تأتى كلمة “تواب” كثير التوبة، وعندما نضيف اليها الألف و اللام “التوّاب” هو اسم من أسماء الله الحسنى، وهو صيغة المبالغة والتى يتكلم عنها الله فى قولهِ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (قرآن سورة البقرة /54 .
وتوجد أيضا توْبة أُخيرة :
‏توبة المنافق :
هى ‏رجوعه عما كان عليه وهنا يُسمى (توبة منفاق‏) .
‏عندما خلق الله سبحانه آدم – عليه السلام – وزوجته حواء ، وأسكنهما الجنة . وأراد االله أن يختبرهما ؛ فأباح لهما الأكل من جميع ثمار الجنة وأشجارها ، إلا شجرة واحـدة أمرهما بالابتعاد عنها . ولكن الشيطان ظل يوسوس لآدم ، ويزين له المعصية ، ويدفعه إلى الأكل مـن الـشجرة ، ويحلف له أن تلك الشجرة ستمنحه الخلود في نعيم الجنة، فنسى آدم عهده مع الله سبحانه ، وأطاع الشيطان، وأكل هو وحواء من ثمار تلك الشجرة، ولما أكلا منها شعرا بالندم والحزن الشديد على عصيانهما لأمر الله . وزاد حزنهما حينما أمرهما الله سبحانه أن يهبطا من الجنة وينزلا إلى الأرض.
وظل آدم وحواء يبكيان ويطلبان من الله سبحانه أن يغفر لهما ذنبهما وأن يسامحهما ويعفـو عنهما، وظلا يقولان “ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا لنكونن من الخاسرين” الاعراف23.
فقبل الله سبحانه وتعالى توبتهما، وتجاوز عن خطئهما.
وكل ما سلف كانت مقدمة للتوبة لكن الحذر كل الحذر إنّ مَن ظنَّ أنَّ ذنبًا لا يتسع لعفو الله فقد ظن بربه ظنَّ السُوء، كم من عبد كان مسرفا على نفسه بالمعاصي بعيدا عن طاعة الله، فمَنَّ الله عليه بتوبة محت عنه ما سلف وصار عابدا لله خلوقا مع عباد الله؛ وصار من أهل المساجد قانتًا لله ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، كما قال “ص” (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون .
ما هى انواع الذنوب :
أنواع الذنوب تعدّ الذنوب جميعها نوعاً من الخروج عن طاعة الله تعالى، وعصيان أمره ومخالفة شريعته، إلّا أنّها مع كونها مشتركةً في المعنى تتفاوت فيما بينها تفاوتاً عظيماً، وتتنوع بحسب ذلك إلى أنواع وأقسام عديدة، بيانها فيما يأتي:-
أولاً: الكفر بالله، وهو أعظم الذنوب وأقبحها على الإطلاق، حتى إنّ الله تعالى أخبر بأنّ العبد الذي يلقاه يوم القيامة وهو مذنبٌ لهذا الذنب لا يُغفر له أبداً، بل يخلّد في نار جهنم، قال الله تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِ‌كْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّ‌مَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ‌) المائدة 72.
ثانياً: المعاصي بأشكالها، سواءً أكانت معاصٍ قلبية، كالحسد والبغضاء، أو ظاهرية، كالسرقة وعقوق الوالدين والزنا ونحوها، وتأتي هذه في المرتبة الثالثة بعد الكفر والابتداع، كما يقسّمها العلماء إلى أنواع أيضاً، بيانها فيما يأتي: ..الكبائر: وقد عرّفها العلماء بأنّها تشمل كلّ ذنبٍ ترتب عليه حدٍّ أو اتّبع بلعنةٍ أو غضبٍ أو نارٍ، والكبائر لا تكفّر وتغفر للإنسان بالأعمال الصالحة فحسب، بل لا بدّ فيها من التوبة النصوح، وإذا لقي الإنسان ربه بها كان أمره عائداً لمشيئة الله سبحانه، إمّا أن يغفرها له ويعفو عنه، وإمّا أن يعذّبه بالنار فترةً ثمّ يُدخله الجنة.
.. الصغائر: وهذه الصغائر تبقى على حالها ما لم تبلغ حدّ الكبيرة، ومثالها النظر إلى النساء وعدم غضّ البصر عنهن، وقد سمّاها الله -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم باللمم، حيث قال (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ (النجم32.
.. ثالثاً : البِدَع التي لا تؤدي بصاحبها إلى الكفر فهي غير مكفّرةٌ، وتعدّ هذه الذنوب في المرتبة الثانية بعد الكفر والشرك بالله عزّ وجلّ، لأنّ صاحبها المبتدع يقول على الله عزّ وجلّ بغير علمٍ لديه، وهذا الفعل يعدّ قريناً للشرك بالله تعالى، قال تعالى (وَأَن تُشْرِ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الاعراف33.
مع ذلك فلا يجدر بالمسلم أن يستهين بهذا النوع من الذنوب، فقد حذّر الرسول – صلّى الله عليه وسلّم- من فعل ذلك.

إنتظرونا : لاحقاً تكملة المقال .. نتكلم عن الحب بعد التوبة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات