بقلم _سعاد مباشر _
“وهناكَ في الأعلى جلستْ تشاهدُ المنظرَ، وحياتها التي كانتْ.
لقد وجدتْ دوماً فيما مضى أنّ الأشياءَ قد أخذتْ أكثرَ من حجمها وتضخمتْ.
وأنّ هذه فائدةُ المكوثِ والنظرِِ من علٍ.
ولكن تسألُ نفسها الآن: هل الرؤيةُ بهذا الشكلِ صحيحةٌ أم تحتاجُ أن تبتعدَ اكثرَ أو تقتربَ أكثرَ؟
في الحقيقةِ إنها هي من تكمنُ وراءَ كلِّ ذلك، وهذا ما اختلفَ فيها الآن بغضِّ النظرِ عن الحقيقةِ والوهمِ، وبغضِّ النظرِ عن أي شيءٍ، استطاعتْ رؤية أنّ “ما يمرُّ بها هو حقاً يمرُّ”.
وكلُّ شيءٍ هو لخدمتها ولصالحها.
استنشقتْ الهواءَ، وسَعِدتْ بذلك الوصولِ، ليس هناك مشكلةٌ، إنها الآن في نقطةِ الارتكازِ ولم يعدْ يُهمُّ كثيرًا تلك الدوائرُ والأمورُ.
فهي تدورُ حولَ النقطةِ أو في النقطةِ أو هي النقطةُ وترتفعُ في الدوائرِ وتَنزِلُ جذورها عميقاً أو تُحاولُ.
ابتسمتْ وأغمضتْ عينيها وهي تقول: “تمت العمليةُ بنجاحٍ، وليس هناك مِن آخِر، بل بدايات ونهايات وعمليات تتبادل وتتعاقب كالليل والنهار”.