بقلم /د. سلوى سليمان
يعرف تمكين المرأة بأنّه العملية التي تُتيح للمرأة القدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تُكسبها قوةً تُمكّنها من السيطرة على حياتها.
ويعتبر مفهوم التمكين ، من المفاهيم الاجتماعية الهامة باعتباره عنصراً حيوياً لا يمكن تجاهله في عملية التنمية.
ومفهوم التمكين والتقوية أساسي لتقدم المرأة فهو يمكن المرأة من اتخاذ القرارات والمطالبة بالحصول على حقوقها.
اما عن تعريف الخبراء فيرى “جون فريدمان” التمكين على أنّه قوة اجتماعية يُمكن ترجمتها كقوة سياسية، كما يُشير إلى أهمية تعزيز عملية الإرشاد النفسي، والسياسي، والاجتماعي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
بينما بيّنت” كايت يانغ “أنّ تمكين المرأة عبارة عن عملية تغيير شامل للعمليات المسؤولة عن رفع مكانة المرأة في المجتمع بمساعدة الدولة والمجتمع ودعمهما، والتركيز على أهمية السياسة والعمل الجماعي، لتمكينها من وضع جدول أعمالها وأهدافها بنفسها، وزيادة قدرتها على السيطرة على حياتها.
ويعرف صندوق الامم المتحدة الإنمائي للمرأة تمكين المرأة :على أنه توفير فرص أكبر للمرأة للحصول على الموارد والتحكم في المجتمع أي أن التمكين هو مشاركة المرأة مشاركة تامة في صنع القرارات والسياسات المتعلقة بحياتها، وفي تنفيذها ضمن حيز الواقع.
ونجد أن المواثيق الدولية دعت إلى إنهاء التمييز ضد المرأة بكافة أشكاله، فكافّة القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمتعلّقة بحقوق المرأة تدعو إلى ذلك، ومن المواثيق الدولية أيضاً الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، كما دعت جميع تلك المواثيق إلى تمكين المرأة في العديد من المجالات، مثل: التمكين القانوني، والاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، والصحي.
ومن هنا فالتمكين انواع كالآتي :
أ- التمكين الاجتماعي: والذي يركز بدوره على مجموعة من الأمور، وهي زيادة نسبة مشاركة المرأة في القضايا المجتمعية، المحلية والدولية، مع التأكيد على دورها الهام في تكوين القيم الإيجابية على مستوى الأسرة والمجتمع ، رفع مستوى وعيها للقضاء على كافة أشكال التميز ضدها و العمل على توفير الخدمات التي تساعدها على إحداث التوازن في مسؤوليتها ودورها التنموي.
ب- التمكين الاقتصادي: و يهدف إلى زيادة في حجم مشاركة المرأة في سوق العمل ومدى استفادتها من عائد المشاركة في التنمية والعمل على تمكينها، وزيادة قدرتها واعتمادها على الذات، من أجل إسهامها في الحياة الاقتصادية.
جـ- التمكين السياسي: الذي يتبلور في دعم المشاركة السياسية للمرأة، من خلال زيادة نسبة تمثيلها في مواقع اتخاذ القرار، وزيادة نسبة عضويتها في الأحزاب السياسية والنقابات، والجمعيات المهنية، ومنظمات المجتمع المدني، وزيادة تمثيلها في المؤسسات العربية والإقليمية والدولية.
د- التمكين القانوني: ويعني مدى توعية المرأة العربية في حقوقها القانونية و تطبيق جميع الاتفاقيات الدولية التي تضمن لها الحقوق المدنية سواء في ظل الاختلال أو غيره والعمل على تعديل التشريعات
التي تحد من دورها.
هـ- التمكين المؤسسي: والذي يهدف إلى تقوية البنية الأساسية للمنظمات والهيئات التي تسعى إلى النهوض في مجال المرأة، وزيادة دور جميع المؤسسات التي تهتم بها، والعمل على إيجاد شبكة اتصال بين صانعي السياسات الكفيلة بتحسين وضعية المرأة في مختلف القطاعات.
ولا نغفل العناصر المهمّة للوصول إلى تمكين المرأة، ومنها ما يأتي:
حق المرأة في تحديد خياراتها بنفسها. حق المرأة في قدرتها على السيطرة على حياتها سواءً داخل المنزل أو خارجه. شعور المرأة بقيمتها وبذاتها. حق المرأة في الوصول إلى الموارد، وإتاحة الفرص لها للاستفادة منها. حق المرأة في التأثير على توجهات النظام الاجتماعي والاقتصادي على المستويين الوطني والدولي.
اما عن مبادئ تمكين المرأة بشكلٍ موجز كالآتي:
الاهتمام بتدريب المرأة وتطويرها مهنيّاً. تنفيذ وتطوير المشاريع وسلاسل التوريدات وسياسات التسويق التي تُمكّن المرأة. إنشاء قيادة مؤسسية رفيعة المستوى تهدف إلى المساواة بين الجنسين. تحقيق المساواة والعدل وعدم التمييز في المعاملة بين الرجال والنساء، واحترامهم جميعهم ودعم حقوقهم. ضمان صحة وسلامة جميع العاملين سواءً الرجال أو النساء، وتحقيق رفاهيتهم. الاهتمام بالمبادرات المجتمعية بهدف تعزيز المساواة بين الجنسين.
واخيرا .. يعد تمكين المرأة من أهم الغايات التي تسعى إليها النساء في كافة المحافل، وجميع الميادين عن طريق الأفراد والمجتمعات فكل له إجراءاته والتي عند القيام بها تحظى بحقوقها وتستطيع تحقيق أهدافها وكيانها ، ومنع العنف والتمييز ضدها وايضا تحقيق التمكين …..