بقلم :نادرة سمير قرني
إن ما وصل إليه حال الكثير من الأبناء فى مجتمعنا المصرى يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مستوى التربية, وإن صح الحديث فهى عدم تربية …. عدم تربية لأن كل ما نراه الآن يدل على قصور لدى الأباء فى تربية الأبناء, فما رأيناه من طلبه مدرسة محافظة بنى سويف الذين قاموا بعرض الأفلام الإباحية فى المدرسة يثير الكثير من الجدل والتساؤلات وأولها هل فقدت المدرسة مكانتها لهذه الدرجة؟ لقد كانت ومازالت المدرسة فى أذهاننا المكان الذى يشبه دور العبادة المقدسة لها حرمتها وإحترامها, ولكن ما يحدث الآن يدل على موجه من الفوضى والتخلف لدى أبناءنا, هل أصبح الأبناء بكل هذا الجبروت لدرجة أنهم لايخافون مدير المدرسة؟ ولا يهتمون برد فعل معلميهم عندما يرون ما يعرضونه على الشاشات التعليمية, والكثير والكثير من الأسئلة التى تتوالى فى ذهنى.
إن كل هذه الأسئلة لا أجد لها إجابات ولكن الاجابات لدى شخص واحد وهو هؤلاء الأبناء, إن الأمر تعدى كل الحدود فقد صار الأبناء مجرمين وقاتلين والدليل على ذلك حادث ابن العم الذى يبلغ من العمر11عام والذى قتل ابن عمه ابن العاشرة إثر خلافهما على طائرة ورقية بمحافظة بنى سويف, أتعرفون كيف قتله لقد نفد هذا الطفل المقص فى رقبة ابن عمه فوقع الثانى غريقاً فى دماؤه.
إن الموضوع وصل حدالأباء والأمهات فقد أصبح الأبناء يسبون ويقذفون أبائهم وأمهاتهم بأسوء الشتائم وأقذر الألفاظ, وهنا أتوقف ثانية حيث أن الأمر خاصة لم يتوقف على الشباب من الذكور فقط, ولكن ما فوجئت به أننى سمعت الفتيات يسبون يقذفون بعضهم البعض بالأب والأم, والسؤال الذى يراودنى الآن لماذا لا يتصرف الآباء مع هؤلاء الأبناء العاقين لهم ؟؟؟؟
هل تبدل الحال وصار الأب يخاف من ولده؟ هل أصبح من مظاهر الدلال والفخر أن يترك الأب لابنه اللجام ليسبه ويقذفه كما يتراءى له؟؟؟ إذن فما هو دوركم أيها الأباء فى الحياة؟ تعملون وتتعبون ليلاً نهاراً لتجلبون المال لأبنائكم ليسبوكم ويقذفوكم!!!!!
أنسيتم قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته, الإمام راع ومسئول عن رعيته, والرجل راع وهو مسئول عن رعيته, والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها, والخادم راع فى مال سيده ومسئول عن رعيته.
أيها الآباء إن أبنائكم لم يولدون على هذه الطباع السيئة والخال الدنيئة وإنما فطروا على النقاء والصفاء، وبإهمالكم ودلالاكم الزائد لهم تحولت طهارة قلوبهم وصفاء نياتهم إلى أطفال مجرمين، مجرمون نعم لأن الذي يعوق والديه ويسب أمه ويقذف معلمه ولا يصل رحمه ويتنمر بزملائه ويتعدي عليهم بالضرب مجرم، الطفل الذي يسعى في الأرض فسادا ويذهب للمدرسة ليستهزء بمعلمه ويتنمر بأصدقاوه ولا يحيي علم بلاده ويهرب من حضور الحصص هو طفل يحتاج إلى إعادة لتقويم سلوكه.
أيها الآباء… أيتها الأمهات تركتم أبنائكم لشاشات التلفاز والانترنت لا تعلمون ماذا يفعلون، على أي محتوى يتعرضون، ماذا يشاهدون، بمن يتأثرون ويقلون، من يتخذون قدوة حتى صار أبنائكم مثالا لجيل فاشل، لا ينفع بلده ولا أهله ولا حتى ذاته.
فلقد قال ابن القيم رحمه الله : وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته ويـــــزعم أنه يكرمه وقد أهانه ، وأنه يرحمه وقد ظلمه ، ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة ، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء !!!!.
إذن ما ه هو الحل
الحل هو تربية الأبناء تربية صالحة اقتداءا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أيها الآباء إن أبنائكم أمانة وسيسألكم المولى عز وجل عنها يوم القيامة، اقتدوا بالأنبياء والرسل في تربية أبنائكم تجنون أذكى الثمار، فقد رأينا سيدنا إبراهيم عليه السلام وتربيته الصالحة لإبنه إسماعيل وطاعة الابن لأبيه حتى لو كلفه الأمر حياته وهو ما جاء في الآيات الكريمة في قوله تعالى
“فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”. (102)الصافات
أيها الآباء إن الدلال يكون بمقدار ولكل شىء مقدار لأن الشىء الزائد عن حدوده ينقلب إلى الضد.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- شاي الهيل للبشرة: اصنعي هذا المشروب المزيل للسموم في المنزل
- انخفاض مستويات الفيريتين
- الرياضة في البرازيل: تعرف على أشهر الرياضات المشهورة فيها
- مرض السكري وفقدان السمع: فهم العلاقة بين الحالتين
- الأصول الأسطورية لكل برج من الأبراج الفلكية
- زلزال بقوة 5.48 درجة يضرب جنوب أفريقيا
- متلازمة القلب المنكسر – هل ينكسر القلب في الحقيقة؟
- بلاّريجيا مدينة رومانية قديمة فريدة من نوعها
- “رئيس منطقة القليوبية الأزهرية يتفقد انتظام امتحانات المهام الأدائية في يومها الأول
- تهنئة للكاتبة الواعدة رقية أحمد الجبروني
السابق بوست
قد يعجبك ايضا
تعليقات