القاهرية
العالم بين يديك

المصلحة الشخصية والمصلحة العامة

205

 

بقلم _ السيد عيد
من خلال معايشتنا للواقع العسير والمرير لا تعتبر المصالح والمدافع المادية فقط هى المحدد و المفسر لمفهوم المصلحة فالبعض مصلحته الشخصية أنْ يتقرب من مدير أو زميل له أو مدير الشركة الفلانية أو…. وهكذا ومن هنا التقرّب مبني على المصلحة وينتهي هذا التقرب حين يتحقق الهدف وتتحقق المصلحة. يا لها من علاقات ذات دافع أناني فعندما تفضل المصالح الشخصية تغيب معها الإنسانية ومعنى التواصل في كل أشكال العلاقات.. قرابة، زمالة، عمل وصداقة تقف حدود مفرداتها ومعانيها عند وجود المصلحة!!

المصلحة الشخصية تبادل للمنافع الخاصة التى أصبحت هى السواد الأعم فى مجتمعنا .. ترقية مقابل خدمة .. خدمة مقابل ترقية خدمة مقابل امتيازات طأطأة رأس مقابل البقاء و السكوت عن الأخطاء . طأطأة رأس لقاء الرضا والقبول وعدم فضح الأسرار .

أصحاب المصالح الشخصية هم طبقة طفيلية لا تستطيع العيش إلا غير منتجه فجأة تتكدس لديها ثروات هائلة وتبني لنفسها هاله من الوجاهة والموقع الاجتماعي بطرق غير مشروعة و يتماهون بالكامل مع أصحاب السلطة. لا تجد لها أي ثابت من ثوابت الانسانية الاخلاقية فهى طبقة الكذب وامتصاص تعب وكد البسطاء.

إننا أصبحنا نسبح في بحر هائج من الأمواج التي ترطم أجسادنا بالنفاق والرياء وربما تقذفنا إلى صخور الكذب، ولا نعلم نهاية لهذا البحر العميق، وتلك الأمواج الطائشة التي تحيط بنا، فالأغلبية يجري وراء الشهوات والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، ولم يعد هناك شخص مقتنع بما في يده،لم تعد للقناعة مكان بيننا فالمرتشي لم يكتفِ بما أخذه من مال حرام فهو يبحث عن الزيادة، وتاجر المخدرات والسلاح لا يهمه مصدر ماله فالمهم هو الربح دون النظر لما يسببه من ضرر يلحق بالآخرين.

وعندما يقتدى الأخرون بأصحاب المصالح الشخصية سيتضرر المجتمع بهم ،ومن ثم ينبغي نصحهم وإرشادهم فإذا رفضوا يجب محاربتهم وإبعادهم عن المجتمع من أجل
المصلحة العامةالتى بدورها تحمى حقوق المجتمع فى مجموعه وتطلعاته المشروعة للمستقبل من أجل غد أفضل لوطننا وأبنائنا .

قد يعجبك ايضا
تعليقات