القاهرية
العالم بين يديك

السياسة بين العلم والمال

218

كتب / إسماعيل عبد الشافي

إن المعنى الأساسي لكلمة سياسة مشتق من كلمة ساس ويقال ساس القوم أي دبر شؤونهم أو اعتنى بهم وبأوضاعهم من النواحي الإجتماعية والصحية أو الإقتصادية وغيرها،

ويمكن القول أن أرسطو وأفلاطون شهدا على إدخال مفهوم جديد في السياسة قوامه مقدرة الناس على حكم أنفسهم إذا ما طبقوا المبادىء العقلانية، فأصبح علم السياسة قائماً على العقلانية والعلم الذي يساعد على تحسين الممارسة السياسية،
أما العرب فقد استخدموا لفظة السياسة بمعنى الإرشاد والهداية، ووضعوا في علم السياسة كتباً لعل من أقدمها كتاب (تهذيب السياسة) للأهوازي.
وحتى لا أطيل باتت لفظة السياسة تستخدم بمعنى (فن الحكم والقواعد المنظمة للعلاقات بين الدول ومع المنظمات الدولية) ، مما يدخل في نطاق القانون الدولي والدبلوماسي، كما تشمل هذه الدراسة النظام الداخلي في الدولة، والأساليب التي تستخدمها التنظيمات الداخلية كالأحزاب السياسية في إدارة شؤون البلاد للوصول إلى مقاعد الحكم والسياسة من الناحية المبدئية هي علم وفن إدارة شؤون الناس
اذأ السياسية علم
أي أنه لابد من أن يكون السياسي متعلم ومثقف قبل تعلم السياسة ثم ممارسة السياسية… فماذا اذا مارس الجاهل السياسة وما هو الجهل السياسي
الجهل عامة هو مشكلة تعاني منها المجتمعات وبعض الدول ، ولأن المجتمع هو حاضنة للجميع، فإن أفراد الطبقة السياسية التي تمارس السياسة ، يخرجون من هذه الحاضنة، وثقافتهم من ثقافة المجتمع، ومع ذلك إذا اراد شخص ما أن يدخل عالم السياسة (المعقد)، عليه أن ينفض الجهل عن عقله تماما، ويغتسل بالعلم، ولا يكفيه المال فقط لأن المال ( وإن استطاع استعماله بالفعل في صور متعددة ، مثل التلميع الإعلامى أو الانتشار الواسع السريع او شراء الذمم….. الخ) ثم يدخل هذا المجال الذي يتحكم بمصائر دول وشعوب كاملة قد يؤدي إلى كارثة على المجتمع

وعمليا يقسم الجهل إلى ثلاثة أقسام،
جهل بسيط وهو فهم مسألة ما دون إحاطة كاملة.
وجهل كامل وهو خلاف العلم بالمسألة أي أن صاحبها لا يعلم من المسألة شيئا.
وجهل مركب وهو أسوء أنواع الجهل، ويعني فهم الأمر خلاف ما هو عليه والإصرار على ذلك الفهم ، و الجهل عكس المعرفة والجهل والثقافة لا يجتمعان وللعلم والثقافة قدرتهما على تنظيم حياة المجتمع، ودفعه نحو آفاق التطور والتحديث المستمر، حتى أن بعضهم قال إذا صحَّت الثقافة تصح معها مجالات الحياة كافة، ويصح العكس تماما.

ولا نغالي آذا قلنا أن الجهل السياسي هو أخطر أنواع الجهل، كونه يصيب السياسيين الذي وصلوا الي المناصب كما قلنا بالمال دون العلم والثقافة والخبرة ، وهؤلاء مسؤولياتهم تتجاوز حدود الذات، فالسياسي يختلف عن عامة الناس، بل يختلف عن القادة في المجالات الاخرى، فالقائد أو المسؤول السياسي، يتحمل مسؤولية أمة ومصير شعب كامل، قد يتسبب بإلحاق الأذى والضرر به، أو العكس، وهذه النتيجة المحصورة بين النجاح والفشل، تعتمد على مدى تخلّص السياسي من الجهل.

وهذا يعني أن السياسي عندما يملأ فراغات الجهل بالثقافة والوعي ، ولا يركن الي عنصر المال فقط فإنه يعي مسؤوليته جيدا، ويفهم أن الثقافة السياسية تنتمي للثقافة بمفهومها العام، بمعنى أن الثقافة السياسية هي إحدى فروع الثقافة والمعرفة بشكل عام

قد يعجبك ايضا
تعليقات