القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الصحابي الجليل عامر بن فهيرة ” الجزء الثانى “

177

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الصحابى الجليل عامر بن فهيرة، وقد أسلم قديما ولما همّ النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر بالهجرة، تخفّيا لفترة في غار ثور حتى يفقد متتبعيهم أثرهم، فكان عامر بن فهيرة يروح بغنم أبي بكرالصديق عليهما، فيحتلبا الغنم، وإِذا خرج عبد الله بن أبي بكر من عندهما اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يخفي آثار أقدامه، ولما سارا إلى يثرب، خرج عامر بن فهيرة معهم، حيث أردفه أبو بكر خلفه، وقد نزل عامر بن فهيرة حين هاجر إلى يثرب على سعد بن خيثمة، وقد آخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين الحارث بن أوس بن معاذ، وهكذا فقد شهد الصحابى الجليل عامر بن فهيرة مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، غزوتي بدر وأحد، وفي شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة النبوية الشريفة، قد شارك عامر بن فهيرة في السرية التي عقد رايتها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، للمنذر بن عمرو لدعوة أهل نجد إلى الإسلام.

فاعترضتهم بطون من قبيلة سُليم عند بئر معونة، وقاتلوهم وقتل عامر يومها وعمره أربعون سنة، وقتله يومها جبار بن سلمى، وعن عروة بن الزبير عن السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما أنه ” رُفع عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم توجد جثته” وعن عروة بن الزبير رضى الله عنه، قال ” طلب عامر بن فهيرة، يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته” وكان عامر بن فهيرة، يكنى أبا عمرو، وكان عبدا أسود اللون يملكه الطفيل بن عبد الله بن سخبرة، وهو أخ السيدة عائشة بن أبى بكر الصديق لأمها، وكان عامر بن فهيرة من أوائل من أسلم، وكان لايزال مملوكا، وكان يحسن الإسلام، وقام أبو بكر الصديق بشراؤه وأعتقه، وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت ” لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر، وعامر بن فهيرة، ورجل من بني الديل دليلهم، وعندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم.

إلى المدينة اشتكى كل من أبو بكر، بلال وعامر بن بن فهيرة رضي الله عنهم لأي من المرض حيث أصابتهم الحمى” ويقول علماء السيرة أنه قام جبار بن سلمى، بطعنه فأنفذه، بمعنى أن السيف دخل من ناحية في جسمه وخرج من الأخرى، فقال عامر فزت والله جبار، أما قوله، فزت والله قالوا بالجنة، فأسلم جبار، ولم يوجد عامر، وقال عروة بن الزبير، يرون أن الملائكة دفته، وعن عروة بن الزبير رضى الله عنه، أن عامر بن الطفيل كان يقول من رجل منهم أي من الصحابة؟ لما قتل رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه ؟ قالوا هو عامر بن فهيرة، وقال عامر بن الطفيل رأيت أول طعنة طعنها عامر بن فهيرة، نورا أخرج فيها وعن عروة بن الزبير قال لما قدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه ؟ فقال له هو عامر بن فهيرة.

وعن عروة قال طلب عامر بن فهيرة يومئذ في القتلى فلم يوجد، فقال عروة، فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته، وقال ابن كثير، وقد ذكر عروة وابن إسحاق والواقدي وغير واحد، أن عامرا قتله يوم بئر معونة رجل يقال له جبار بن سلمى من بني كلاب، فلما طعنه بالرمح قال، فزت ورب الكعبة، ورفع عامر حتى غاب عن الابصار حتى قال عامر بن الطفيل، لقد رفع حتى رأيت السماء دونه، وسئل عمرو بن أمية عنه فقال، كان من أفضلنا ومن أول أهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم، وقال جبار، فسألت الضحاك بن سفيان عما قال ما يعني به ؟ فقال يعني الجنة، فكان الصحابي عامر بن فهيرة من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين الأولين وكتبة الوحى القرآنى، وقد رفع الله تعالى من شأنه وكرمه بالشهادة ورفعته الملائكة بين السماء والأرض، ثم دفنته فلم ير أحد جسده بعد ذلك، وقد ولد الصحابى الجليل عامر بن فهيرة التيمي سنة سته وثلاثين قبل الهجرة.

وقد عذب مع المستضعفين بمكة ليرجع عن دينه، فأبى، وتحمل ألوانا من التنكيل والعذاب، وضرب المثل في الصبر والثبات، فاشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقه، فكان يرعى له غنما بظاهر مكة، ويحرص على حضور مجالس الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليتعلم من هديه وينهل من علمه وأدبه وخلقه، ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه أبوبكر، كان يرعى الغنم عند غار ثور ليمسح آثار الأقدام بعد أن يذهب عبدالله بن أبي بكر أو أسماء إليهما حتى لا يتعرف إليها المشركون، وكان يحلب للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر اللبن، ويأتيهما بالأخبار، وعندما ارتحل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر رضي الله عنه من الغار هاجر معهما، فحمله أبو بكر، رضي الله عنه، خلفه، ومعهم دليلهم ابن أريقط فقط، فسلك بهم طريق الساحل صوب المدينة، وقيل انه لما لحق سراقة بن مالك بن جعشم بالركب المبارك.

وحدث له ولفرسه ما حدث، وتيقنه من أمر نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وطلبه كتاب أمان حينئذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، عامر بن فهيرة بأن يكتب هذا الكتاب لسراقة، فكتب في رقعة من أدم، إذ كان عامر كاتبا قارئا، ومن كتبة الوحى القرآنى قبل الهجرة النبوية الشريفة ولما دخلوا المدينة نزل عامر بن فهيرة على سعد بن خيثمة، وآخى الرسول وكان يحلب للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر اللبن، ويأتيهما بالأخبار، بينه وبين أوس بن معاذ، وجاهد تحت لوائه وغزا معه صلى الله عليه وسلم عدة غزوات، وشهد بدرا وأحدا، وظهرت بطولته وفدائيته وحبه للجهاد في سبيل الله، وكان تقيا ورعا ومناقبه عظيمه وذكرت كتب السيرة أنه لما قدم إلى المدينة أبو براء عامر بن مالك والملقب بملاعب الأسنة، فأهدى للرسول صلى الله عليه وسلم فرسين وراحلتين، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “لا أقبل هدية مشرك”

وعرض عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام، فلم يسلم، ثم قال للرسول صلى الله عليه وسلم، ابعث يا محمد من رسلك من شئت إلى أهل نجد، وأنا جار له، وكان رجلا مسموع الكلمة في قومه بني عامر، فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، وفدا برئاسة المنذر بن عمرو الخزرجي رضي الله عنه في أربعين أو سبعين رجلا من خيار المسلمين وكانوا يسمونهم القراء في زمانهم وكانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل ويتدارسون القران، وفيهم عامر بن فهيرة، ولما وصلوا إلى بئر معونة من أرض نجد، وهو ماء من مياه بني سليم، استنفر لهم عامر بن الطفيل من بني سليم، فاجابوه، وأحاطوا بالمسلمين وحملوا عليهم السلاح فقاتلهم المسلمون، فاستشهد جميع أفراد السرية ما عدا عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه فأسروه، وأيضا كعب بن زيد رضي الله عنه فقد تركوه على شفا الموت، وكان ممن قتل عامر بن فهيرة سنة أربعة هجرية.

وهو في الأربعين من عمره، وحزن الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسلمون على ما أصاب عامر وأفراد السرية، وقنت الرسول صلى الله عليه وسلم، شهرا يدعو الله على تلك القبائل، وقيل إنه صلى الله عليه وسلم دعا على قتلتهم خمس عشرة ليلة، فكان الصحابي الجليل عامر بن فهيرة رضي الله عنه، رفيع الشأن، عالي المقام، عظيم المنزلة، الحافظ الأمين، دفين السماء، فكان أمينا وحافظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين الهجرة، وكان رضي الله عنه ثالثا للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر الصديق في الهجرة ، فجزاه الله تعالى بخاتمة الشهادة ، وحين طعنه قاتله خرج النور من جرحه ، فلما مات رفعته الملائكة إلى السماء والناس ينظرون إليه ، حتى غاب في السماء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات