القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

فى طريق الاسلام ومع أبيّ بن كعب بن قيس ” الجزء الأول “

155

إعداد / محمـــد الدكـــــرورى

ومازال الحديث موصولا عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ولقد برز من الصحابة الكرام أئمة وعلماء وفقهاء اهتمُوا بالعلم الشرعي اهتماما كبيرا فكانوا أعلم الناس بالدين والشرع، ومن أشهر فقهاء الصحابة الخلفاء الراشدون الأربعة، أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وقد اشتهر أيضا من الصحابة الفقهاء، وعبد الله بن مسعود وحبر الأمة عبد الله بن عباس وزيد بن ثابت والزبير بن العوام ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وأبي بن كعب وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم، ويروى أن أبا أيوب الأنصاري حدث انه كانت له عكة فيها تمر، وكانت تجيء الغيلان من الجن ومنه قول الصحابي، إذا تغولت الغيلان فعليكم بالأذان، وإذا تراءت الغيلان أمامكم وظهرت فعليكم بالأذان، لأن الأذان يطردها، وتأخذ منه، وفي الرواية أنها علمته آية الكرسي>

وأنه لا يقربه شيطان، وأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال “صدقك وهو كذوب” وكذلك قصة أبي بن كعب رضي الله عنه، والذى سيدور عنه هذا المقال، فقيل أن أباه كعبا أخبره أنه كان له جرين فيه تمر، والجرين هو البيدر الذي يجمع فيه الطعام، وكان يتعاهده، وكلما جاء يتعاهد هذا البيدر وجده قد نقص، فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم، قال، فسلم فرد السلام، فقال، ما أنت جن أم إنس؟ قال جن، فقلت، ناولني يدك، فإذا هي يد كلب وعليها شعر كلب، فقلت أهذا خلق الجن؟ قال لقد علمت الجن أن فيهم من هو أشد مني، فقلت ما يحملك على ما صنعت؟ قال، بلغني أنك تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك، فقلت، ما الذي يحرزنا منكم؟ قال هذه الآية، آية الكرسي، فتركته ثم غديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته وقال صلى الله عليه وسلم ” صدق الخبيث ” رواه ابن حبان في صحيحه.

وحدثت كذلك حادثة أخرى رواها عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال، لقي رجل من أصحاب النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، رجلا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الإنسي، إني لأراك ضئيلا شخيتا كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، وهو تصغير ذراع، فكذلك أنتم معشر الجن أم أنت من بينهم كذلك؟ قال لا والله، إني منهم لضليع، فيقول الإنسي، أنا أراك ضئيلا، أي دقيق الجسم شخيتا، أي مهزولا، فهل أنتم الجن هكذا أم أنك أنت ضعيف من بينهم؟ قال لا والله إني من بينهم لضليع، أي جيد الأضلاع، ولكن عاودني الثانية فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك، قال نعم، فصارعه فصرعه الانسى، فقال الجنى له تقرأ ” الله لا إله إلا هو الحي القيوم ” من سورة البقرة، فإنك لا تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج ، أي ريح، كخبج الحمار، ثم لا يدخله حتى يصبح، وهذه الروايات في بعض أسانيدها ضعف، ولكن ثبت

أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قد صارع جنيا فصرعه، وهذا من قوة عمر رضي الله عنه، وعاوده فصارعه فصرعه، وجاء في بعض الروايات كذلك، أن أبا هريرة رضي الله عنه عندما كان يحرس تمر الصدقة اشتكى لما رأى ذلك الرجل يأخذ منه، فقال فأخذته فالتفت يدي على وسطه فقلت يا عدو الله وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك، لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك، وفي رواية قال، ما أدخلك بيتي تأكل التمر؟ قال أنا شيخ كبير فقير ذو عيال، وما أتيتك إلا من حاجة، ولو أصبت شيئا دونك ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم، فلما نزلت عليه آيتان تفرقنا منها، فإن خليت سبيلي علمتكهما، قلت نعم، قال آية الكرسي، وآخر سورة البقرة من قوله ” آمن الرسول بما أنزل إليه” إلى آخرها، وهذه بعض الروايات التي جاءت في حديث معاذ رضي الله عنه أيضا.

لكن قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان أثبت القصص كما هي في صحيح البخاري، وأما عن أبيّ بن كعب فهو صحابي وقارئ وفقيه وكاتب للوحي وراوي للحديث النبوي الشريف، وهو من الأنصار من بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وشهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، هو أبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، وكان له كنيتان، وهما أبو المنذر، وكناه بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو الطفيل، وكناه بها عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهذا بابنه الطفيل، وقد كانت أمه هى السيدة صهيلة بنت النجار، وهي عمة أبي طلحة الأنصارى رضى الله عنه، وكان أبيّ بن كعب أبيض الرأس واللحية لا يخضب، وكان رضى الله عنه، ممن أسلم مبكرا، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة آخى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وبينما كان النبي يعرض نفسه على القبائل عند العقبة في منى، فقد لقي ستة أشخاص من الخزرج من يثرب، وهم أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن نابي، وجابر بن عبد الله، فقال لهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” من أنتم؟ ” قالوا نفر من الخزرج، فقال صلى الله عليه وسلم “أمن موالي يهود؟” قالوا نعم، قال صلى الله عليه وسلم ” أفلا تجلسون أكلمكم؟” قالوا بلى، فجلسوا معه صلى الله عليه وسلم، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض، يا قوم، تعلموا والله إنه للنبي توعدكم به يهود، فلا تسبقنّكم إليه، وقد كان اليهود يتوعدون الخزرج بقتلهم بنبي آخر الزمان، فأسلم أولئك النفر، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم، فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم خبر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

ودعوهم إلى الإسلام، حتى فشا فيهم فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان العام المقبل، وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا، فلقوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالعقبة في منى، فبايعوه، وكانوا عشرة من الخزرج وهم أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ومعاذ بن الحارث، وذكوان بن عبد قيس، وعبادة بن الصامت، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر السلمي، والعباس بن عبادة، ويزيد بن ثعلبة، ورافع بن مالك، واثنين من الأوس وهما، عويم بن ساعدة، ومالك بن التيهان، وهكذا فإن بيعة العقبة الثانية فهو حدث تاريخي إسلامي، وقد بايع فيه مجموعةٌ من الأنصار، النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على نصرته، وسميت بذلك لأنها كانت عند منطقة العقبة بمنى، وكانت هذه البيعة من مقدمات هجرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

والمسلمين إلى يثرب التي سميت فيما بعد بالمدينة المنورة، وكان بعدما اشتد الأذى من قريش على المسلمين، عرض النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الإسلام على بعض الحجاج في منى، فأسلم منهم ستة رجال من أهل يثرب، وفي العام الذي يليه قدم هؤلاء إلى الحج مع قومهم، وكانوا اثني عشر رجلا من الأوس والخزرج، فأسلموا وبايعوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على الإسلام، فكانت بيعة العقبة الأولى، وبعث النبي مصعب بن عمير معهم يُقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام، وفي شهر ذي الحجة قبل الهجرة إلى المدينة بثلاثة أشهر، فقد خرج ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان من الأنصار في موسم الحج، وبايعوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على نصرته في حرب الأحمر والأسود، وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأثرة عليهم، وألا ينازعوا الأمر أهله، وأن يقولوا كلمة الحق أينما كانوا.

وألا يخافوا في الله لومة لائم، وقد جمع أبي بن كعب القرآن، وعرضه على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في حياته، وكان أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن الكريم في حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك، وهو أحد الأنصار من الأوس والخزرج الذين سكنوا في المدينة المنورة، وأبي بن كعب من الذين أعلنوا إسلامهم في وقت مُبكر، وقد شهد العقبة الثانية، وبعد هجرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،إلى المدينة بقي ملازما له، وقد شهد العديد من الغزوات مثل غزوة الخندق، وغزوة أحُد، وغزوة بدر، وكما كان من كتاب الوحي، وكما أوكل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إليه مهمة تعليم الجماعة القرآن الكريم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا غاب عنهم يوكله إماما للمسلمين في المسجد، وقد قال صلى الله عليه وسلم فى حديث نبوي ” خُذوا القرآن من أربع، من عبد الله بن مسعود، فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبى بن كعب ” رواه البخارى.

قد يعجبك ايضا
تعليقات