القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ماذا عن غزوة بحران (الجزء الثانى)

238

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع غزوة بحران وقد توقفنا عندما قلنا أن كفار قريش ومن والاها من القبائل العربية كانت تقف عقبة في وجه المسلمين فأراد النبى الكريم محمد صلى الله علي وسلم، أن يحطم جبروتهم ويكسر شوكتهم ويسمح للضعفاء من الناس أن يدخلوا في دين الله تعالى دون ملاحقات من جبابرة قريش وكفارها الأشرار، فكانت غزوة بحران مثل بقية الغزوات التي سبقتها والتي وقعت بعدها لهدم صروح الشرك والكفر ورفع مآذن التوحيد في الأرض وحتى تحد من تمادي الكافرين والمشركين وتظهِر للناس قوة الدولة الإسلامية الحديثة في تلك الحقبة، ولقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في السنة الثالثة من الهجرة وفي شهر ربيع الآخر تحديدا إلى منطقة بحران وهي منطقة في الحجاز قريبة من منطقة يقال لها الفرع، حيث يبعد جبل بحران عن رابغ مسافة مائة كيلو متر تقريبا.

بعد أن أعد العدة واستعان بالله سبحانه وتعالى، وكان جيش المسلمين عبارة عن دورية قتالية كبيرة خرج بها النبى الكريم محمد صلى الله علي وسلم، بعد ما بلغه من أخبار أن جموع بني سليم قد تجمعت في منطقة قرب جبل بحران في وادي حجر، وقبل أن يصل المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المنطقة المقصودة بليلة واحدة أتاه رجل من بني سليم وأخبره أن جموع بني سليم قد تفرقت ولم يبق أحد منهم في المنطقة، فاحتجز المسلمون ذلك الرجل بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يتأكدوا من الخبر الذي جاء به، وفي اليوم التالي وصل المسلمون إلى المكان الذي كان قد تجمع فيه بنو سليم وكان القوم قد تفرقوا بالفعل، حيث لم يكن في تلك المنطقة أحد منهم، وعند ذلك أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرجل الذي احتجزه قبل ليلة وخلى سبيله، وأقام المسلمون في المنطقة طوال شهر ربيع الآخر.

ثم شهر جمادى الأولى من تلك السنة ولم يلق أحدا طوال تلك الفترة، وبعد ذلك رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع الجيش الذي كان معه إلى المدينة المنورة دون أن يخوضوا أي قتال مع بني سليم ولم يمسسهم سوء كما قال الله تعالى فى كتابة العزيز ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) حيث ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في عودة المسلمين سالمين في معركة حمراء الأسد التي عادوا منها دون قتال أيضا، وكانت هذه الغزوة هي ثالث غزوات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، التي يقوم فيها بمهاجمة بني سليم، فقد كانت الغزوة الأولى ضدهم كانت بعد معركة بدر بسبعة أيام فقط، وفي المرة الثانية في غزوة ذي أمر وهي قبل غزوة بحران وفي نفس السنة أي في السنة الثالثة للهجرة، وعلى الرغم من أن المسلمين لم يخوضوا قتالا كما تبين في تلك الغزوة.

إلا أن هذه الغزوة مثل العديد من الغزوات التي قام بها النبى الكريم محمد صلى الله علي وسلم، فقد حقَقت أهدافها وفرضت هيبةَ المسلمين وجعلت منهم قوة يهابها الكفار والمشركون ويهرعون لإقامة التحالفات للقضاء على هذه الدولة الفتية إلا أن إرادة الله سبحانه وتعالى هي التي ستتحقق في النهاية ويخضع العرب جميعا لراية التوحيد ويدخلون في دين الله أفواجا وينتشر الإسلام في كل بقاع الأرض، ومعركة بحران أو غزوة بحران كانت في ربيع الآخر في السنة الثالثه للهجرة وقد خرج النبى الكريم محمد صلى الله علي وسلم، يريد قريشا واستخلف عبد الله بن أم مكتوم على المدينة المنورة، فبلغ بحران معدنا بوادي حجر في الحجاز، وجبل بحران يقع في شرق محافظة رابغ بمنطقة مكة المكرمة، وقد سميت به أحد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وهى غزوة بحران، وهو يوجد به اثار وحفريات ويوجد به مطاحن صخريه.

في أحد شعاب هذا الجبل وتسمى أم الرحي وكان بحران معمل لاستخراج المعادن كما ذكره المؤرخ ياقوت الحموي، وكانت غزوة بحران كغيرها من الغزوات لكسر شوكة الكفر والشرك ونشر الدعوة الإسلامية ولو كره المشركون، خاصة أن المشركين كانوا في ذلك الوقت يبذلون قُصارى جهدهم في سبيل الانتقام لما حدث في غزوة بدر الكبرى بعد الهزيمة الكبيرة التي لحقَت بهم، وقتل العديد من أسيادهم وأشرافهم، وشعورهم بالخزي والعار أمام القبائل العربية الأخرى، لذلك كانت لهم تحركات عديدة في محاولة للهجوم على المسلمين وقد كان لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرصاد في كل وقت، فكانت هذه الغزوة كالكثير من الغزوات التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تحد من تمادي المشركين وأيضا تظهر قوة المسلمين وسيطرتهم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات