القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الأمْرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكرِ

120

كتبت _ ســـوسن محمـــود

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((إذا عُمِلت الخطيئةُ في الأرضِ كان من شهِدها فكرِهها – وقال مرَّةً : أنكرها – كمن غاب عنها . ومن غاب عنها فرضِيها ، كان كمن شهِدها
رواه أبو داود))

شرح الحديث:
الأمْرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكرِ من أهمِّ المهمّاتِ في دِينِ الإسلامِ، وهو مِن أسبابِ خيريَّةِ هذِه الأمَّةِ على غيرِها من الأُممِ، وقد يقَعُ الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عنِ المنكَرِ باليدِ أو اللِّسانِ أو القلبِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ ﷺ: «إذا عُمِلتْ الخَطيئةُ في الأرضِ»، أي: إذا فُعِلَ المنكرُ والمعاصِي، «كانَ مَن شَهِدَها»، أي: كانَ الذي حضَرَها وفُعِلَت أمامَه، أو عَلِمَ بها «فكَرِهَها- وقالَ مرَّةً: أنكرَها-»، أي: أنكرَها بيدِه ولِسانِه، أو أنَّه كرِهَها بقَلبِه ولم يرضَ بها، «كمَنْ غابَ عَنها»، أي: كانَ مِن جَزائهِ أنَّه يكونُ في حُكمِ مَن لم يحضُرْها فلَم يقعْ علَيهِ إثمٌ. «ومَن غابَ عَنها فرَضِيَها»، أي: ومَن لم يَقعْ أمامَه مُنكَرٌ أو مَعصيةٌ، ولكنَّه سمِعَ بها ثم أَعجَبتْه ولم يُنكِرْها بقَلبِه. «كانَ كمَنْ شَهِدَها»، أي: كانَ مِن جَزائِه أن يقعَ عليهِ إثمُ مَن شَهِدَ المنكرَ ورَضِيَه ولم يُغيِّرْه معَ قُدرتِه على ذلكَ ، قال فى عون المعبود: أي في المشاركة في الإثم وإن بعدت المسافة بينهما. اهـ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على إنكارِ المنكرِ على كلِّ حالٍ، والاجتهادِ في ذلكَ حتى وإن بعُدَ عنه.

قال ابن رجب الحنبلي ” فمن شهد الخطيئة فكرهها قلبه كان كمن لم يشهدها إذا عجز عن إنكارها بلسانه ويده ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها وقدر على إنكارها ولم ينكرها ؛ لأن الرضا بالخطايا من أقبح المحرمات ، ويفوت به إنكار الخطيئة بالقلب ، وهو فرض على كل مسلم لا يسقط عن أحد في حال من الأحوال ” انتهى من ” جامع العلوم والحكم ” (2 / 245) .

قد يعجبك ايضا
تعليقات