القاهرية
العالم بين يديك

شعر ومعلومة الجزء الرابع

220

كتب د _ عيد على

أرهقني مدعي الكتابة الأدبية من ركاكة أسلوبهم وتجنيهم على الشعر العربي فهم لم يقرضوا الشعر يوما ما ولم يدرسوا بحوره مع تجردهم من الموهبة فأصبح الشعر والأدب في عصرنا الحاضر يتناوله من لا يفقه ألوانه ولا مدارسه ولا يلتزمون بوزن أو قافية بل ولا التفعيلة الشعرية وأطلق كلا منهم على نفسه لقب شاعر لذلك أردنا من خلال الأجزاء التالية تسليط الضوء على أعظم ما قيل من الشعر مع نبذة مختصرة عن الشاعر وعصره الذي كتب فيه لعلنا نتذوق جماله ومحسناته البديعية وألوانه البيانية والآن مع الجزء الرابع من سلسلة شعر ومعلومة للشاعر ” بديع الزمان الهمذاني “

الشعر

وكلني بالهم والكآبة
أيا من تعرض للداهيه
كذا من شام بارقة الثنايا
أقضي العمر تشبيها
مدحت الأمير وأيامه
فلا يثقل عليك أذى عدو
ليل الصبا ونهاره سكران
نحن من العيش في ظنون
ويك يا دهر لحاك الله
لو كان بالدهر لحر يدان
لا ولا لا لست من قدرته
ما للخزامى تعود نسرينا
أملس في جانبه خشونة
تعالى الله ما شاء
يا آل عصم أنتم أولو العصم
أإن كنت ذا عاهة ساقطا
إمامي لا يعادله إمام
يا لمة ضرب الزمان
ومضطغن على الألباب قاس
أقول لإحدى المعضلات العظائم
دخلت على الرسول وكان غثا
يا معجبا مرح العنا
أيا جامع المال من حله
أحاجيكم وليس لكم
هنة كدور عمامتي شكلا
مرت بنا وعينها
يا شادناً لو لم تكن
وأحور ساجي الطرف أغرى بي الضنى
يا ملك الشرق عمدة الدول
لعمر المعالي إن مطلبها سهل
إن لم يكن هذا الصدود فصالا
سماء الدجى ما هذه الحدق النجل
الشعر أصعب مذهبا ومصاعدا
لو كانت النيرات أخمصكا
قرة عيني بذكا محبتي أي فلكا
تلبس لباس الرضا
أنت في دنياك هذي
يا قلب ما أغفلك
أنا في اعتقادي للتسن
حديقة الجو غضي هذه الحدقا
لئن صوت الرعد في أفقه
لك الخير من طيف على النأي طارق
وعجوز كأنها قوس لام
وفتية كنجوم الليل مسعدة
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق
مهلا أبا بكر فزندك أضيق
دارك بالبعد وسيري ضعيف
ينتابني في كل وقت صيف
عشرون من عمري تنفيتها
خلقت كما ترى صعب الثقاف
كلام الشيخ مولانا كلام
لئن أحرزك الداعي
قسماً لا زعزع الشيب
يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا
ليهنك عهد لا يضاع وإن نأت
وأبى الدهر لقد جذذ
يا أبا الفضل بط فضلك بط
أبا الفضل لا تشدد يديك على بطي
يا أبا الفضل ما وفيت بشرطي
يا أبا الفضل قد تأخر بطي
إن لله عبادا
إشرب فقد آن أوان النشاط
فلو نظمت الثريا
ولقد دخلت ديار فارس تاجرا
راض كلا أو ساخط كالراضي
أعددت للضيف بيتا
أنعت جهما لم أجد فيما مضى
ألا يا راكبا غرر المعاصي
يقتلني باللحظ من لحظه
أبا سعد رويدك في مراسك
يروعك النرجس منه الناكسه
لا والذي شق خمسي
غضي جفونك يا رياض
يا تائها في لجة السكر
ما كان ليلي ليلا
ولي صاحب لما أتاني كتابه
ويحك ما أغراك بالحاضره
عندي فديتك جدي
إذا الدنيا تأملها حكيم
ويلك هذا الزمان زور
غافل قد خاط عينيه اغترار
يا شيخ إنك شاعر
قلب صفا فيك وصدر السمور
ولدت من خير حرة ولدت
وأنا الغلام لقطن خيـط
وجدتك تدعي علم المعمى
أراه في كفك بالأسحار
ماثقبة ظاهرها أسود
كفم الحبيب كطرفه
جارية تجلد حد المفتري
سفينة لم تعتمل بنجر
ما رابني إلا الرقيب إذ نظر
أحاجيك أناجيك
رعاك الله من شرفات دار
لا در من آمالنا در
إن لله عبيدا في زوايا الأرض غبرا
لما بعثت بلحظي في خد جلنار نارا
ألم تر أني في نهضتي
ألم ترني فارقت قيسي وخندفي
أليلتنا بين العتابين والعذر
شماسة قلب ليس يألف طائره
أجدك ما تنبه للمنايا
لك كعبتان ومشعرا
ما عاشق ألوط من قرد
يا حريصا على الغنى
يا غرة النجم الرشيدي
سقى الله نجدا كلما ذكروا نجدا
قسما لقد عجم الزمان
كم حسرات لي وكم وجد
أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد
جيش الملاحة والجمال
وأحمر في وسطه أصفر
أداعبك الحجيا في غليظ
اذهب الكاس فعرف الـفجر
حتتَّ جوامعي يا جمع حتاً
بسوف وأختها وإلى وحتى
ألم تحلم بذكر فتى موال
مُحب أو بذكر فتى تفتى
منحتك من سواء الصدر وداً
يبت عزائم السلوانِ بتا
ونودي للصلاة فقمتُ أسعى
فما اسطعتُ القيام ولا تأتى
أقام الناس جمعتهم وعدنا
بقلب فته ذكراك فتا
كأن اللّه حين سعى وعدنا
تكلم إن سعيكم لشتى

المعلومة

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني، أبو الفضل.(358هـ-398هـ/969م-1008م) أحد أئمة الكتاب. له (مقامات – ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها. وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380 هـ فسكنها، ثم ورد نيسابور سنة 382 هـ ينتمي إلى أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همذان، وكان بديع الزمان يفتخر بأصله العربي إذ كتب بأحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني “أني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمذان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد”. وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما. تتلمذ في همذان على يد عدد من النحاة وعلماء الدين أبرزهم أحمد بن فارس. تنقل في حياته بين عدد من المدن في بلاد فارس وما حولها. استقر فترة من الوقت في الري وكانت له منزلة خاصة عن صاحبها ابن عباد، ثم توجه إلى جرجان وحظي برعاية أبي سعيد محمد بن المنصور. ولم تكن قد ذاعت شهرته، فلقي أبا بكر الخوارزمي، فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة، فطار ذكر الهمذاني في الآفاق، ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا دخلها ولا ملكاً ولا أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه. ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال، وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه! وله (ديوان شعر – ط) صغير. و (رسائل – ط) عدتها 233 رسالةووفاتة في هراه مسموما

قد يعجبك ايضا
تعليقات