كتب د _ عيد على
تناظر فكري ووجداني واحتج كل منهما بحجته ودلل وبرهن واستنتج ليثبت كل منهما نظريته
فبدأ الفكر قائلا : أنا أكثر تأثيرا وأمهر إقناعا وأشد سطوة ونفوذا
أصيغ فكرة وأتبناها فيكثر روادي وأتباعي فتتناقلها العقول ويليها الأجيال حتى تصبح عقيدة عند الناس يستميتون في الدفاع عنها ويكتبون ويعرضون ويجادلون ويحاورون ويناظرون وأنتقل من فرد إلى فرد ومن جماعة إلى جماعة ومن دولة إلى دولة حتى تصبح منهج حياة
هكذا أنا الفكرة الواحدة غيرت مصير وعادات شعوب
أنا التي غيرت معتقدات
أنا التي محوت مذاهب
أنا التي أقمت ثورات وحروب
أنا التي دمرت نفوسا
من مثلي أكثر رواجا وأتباعا
أنا ملكة العقول أينما سرت ساروا
وأينما انتهجت انتهجوا ولن أسوق أمثلة فكل ما يدور حولك صنيعي أفتن وأقلب وأحول وأغير أنا من فعل ذلك.
ومن ثم أنا الفكرة ملكة العقول
هنا ابتسم الوجدان قائلا :
أنا الحنان أنا القسوة أنا السعادة أنا الشقاء أنا الأمل أنا اليأس أنا الفرح أنا الحزن أنا الداء أنا الدواء أنا البسمة أنا العبس أنا التفاؤل أنا التشاؤم
أنا ومن مثلي أنا
تأثيري عميق وإقناعي رهيب وسطوتي لا تضاهي بسطوة بي أصل بك إلى الجنون وبي أصل بك إلى الفضول وبي أصل بك إلى الاعتدال
فمن سواى يدمر ما صنعته سنين ومن سواى من يشتت أفكارا تبنيتها في عقول الشعوب
أنا القوة أنا الاستقرار أنا الثبات
لولاى ما اتبعك الناس ولولاي ما غيرت معتقدات ولولاي ما محوت مذاهب ولولاي ما أقمت ثورات وحروب لولاى ما دمرت نفوسا
ألا تعلم أني أنا الميزان لك والملهمة لك
ألا تعلم أني التي مهدت لك الفكرة لولاى لنفر منك الاتباع أضع المحبة في قلوبهم فيصغون إليك أضع الألفة بين ضلوعهم فيتبعون فكرتك وأسيطر على مشاعرهم فيتخدونك منهجا
لولاى ما كنت أنت أنا الأساس وأنت البناء لولاى ما أقيم البناء
ولن أسوق لك أمثلة فأنت العقل ففكر فيما قلت ستجد أني أنا الوجدان ملك القلوب ومحرك العقول
هنا أخذ العقل يفكر ويحلل ويستنتج فقال :
نعم نعم إذا اتحدنا في شخص واحد ملكناه. وإذا تفرقنا عن شخص واحد أهلكناه
نعم نعم نحن لا غنى عن بعضا
رد القلب معقبا بالحب نحيا بالحب نسعد بالحب نتطور بالحب نسود
وأعظم حب حب الله لمن يتدبر ويتأمل ويفكر بعقله ومشاعره