القاهرية
العالم بين يديك

الثقافة ودورها في بناء الفكر

359

بقلم د/ نرجس عمران

من الخطأ والفادح أحيانا أن نترك الأفكار والأراء على حالها ، وأن نسلمها لفكرة العادات والتقاليد أحيانا أو الموروث الأجتماعي أحيانا أخرى ، أو المفهوم العام أحيانا أيضا أو أو …
إنه بمثابة أن نصدر بحقها حكم بالسجن والإنغلاق عن الحياة العامة والإستمرارية والتطور الذي نراه يوما بعد يوم فكيف سنة بعد سنة؟ أوقرنا بعد قرن ؟ لا ننكر أبدا أن بعض أفكارنا جاءت من قناعات و سلوكيات سائدة قبلناها كما هي ولكن أن تصلح لكل زمان ومكان فهذا هو الغير ممكن ومحاولة البعض لتطبيق فكرة من هناك .. هنا أو قانون ما أو قاعدة ما .. أو نتيجة ما ….ولو كانت صحيحة مئة بالمئة في مكانها .. قد لاتكون كذلك في مكان أخر . فلكل زمان ومكان ظروفه وعقليته وأناسه وشروطه وبيئته .
الجدية والرغبة في حياة سلمية تفرض علينا حتما المرونة في الأفكار وقولبتها بما يناسب الزمن والمكان .. والذكاء يفترض منا استنباط الأصل أو الأساس فيها والتطور والاستمرارية تفرض علينا قولبتها بما يناسب الوقت والمكان ويعود بأحسن وأنجح النتائج وذلك عن طريق أنجع السبل .
وأنجع السبل لتطوير أفكارنا هي الثقافة التي تجعل الحياة أبسط والصعب أسهل والأمور سلسلة جدا هي ببساطة تفك العقد وتمد الجسور بين العقول المختلفة المستويات وتقوي أواصل التفاهم والتواصل بين الشعوب جميعها .
الإنسان المثقف يتقبل أمور ويحلل مواضيع ويناقش في قضايا تكون حقا مبهمة بالإنسان الغير المثقف … أو الإنسان المتحجر نوعا ما أو الإنسان النمطي … التقليدي …
لذلك مجالات الحياة أوسع أمام من تثقف بعلومها ونهل من مفاهيمها وجمع من مداركها الكثير وهذه هي الثقافة إنها ليست أن أكون ذكيا في مجال دون غيره أبدا هي أن اكون على درجة من العلم والمعرفة بشتى مجالات الحياة العلمية والإنسانية والاجتماعية و..
وأن أكون قادرا على أن أناقش وأعطي رأيا بأي موضوع قد يطرح أمامي فنيا أو سياسيا أو دينيا . وأن أكون قادرا على الموافقة أو الرفض لأن لدي مرتكزات أستند عليها أخلاقية وتاريخية وشخصية أقتنع بها وأرسم شخصيتي الثقافية من خلالها . وبذلك تستهم بنشر فكري أو تمثل تواجد قائم على ثقافة معينة تضمن لك أهلية محترمة في الأوساط المختلفة .
لذلك المجتمعات التي تسعى للتطور تسعى لنشر الثقافة من خلال المدارس والجامعات والندوات والمراكز الثقافية بالإحتفالات والإجتماعات والدورات ووسائل الإعلام والإعلان جرائد ومجلات وتوفير الفرص والوقت وغيرها وهذا يبدأ مع الجيل منذ نشاته في البيت والروضة والمدرسة والجامعة …
حتى وسائل التواصل الإجتماعي منهل كبير وكبير جدا لنشر الثقافة .
ونظرة عامة وسريعة للمقارنة بين شعب أو مجتمع مثقف ومجتمع غير مثقف . تختصر كتبا من الكلام
المجتمعات المثقفة المتفتحة تتجاوز العادات والتقاليد التي في معظمها بالية . وتنطلق بالفكر من قوقعة الضيق والمحدودية إلى عالم رحب لا حدود لأفاقه طبيا وتكنولوجيا والكترونيا وفنيا ولوجوستيا و و و
أما المجتمعات الغير المثقفة .. تتخبط في وحل الركود والأمراض والتخلف وتقع في مصيدة الديون وتبقى سوقا للتصريف وفأرانا للتجارب . …
طبعا نيل الثقافة ليس بالأمر السهل بحتاج رغبة وسؤال ومواظبة واستمراية وبحث وإمكانية … لنصل إلى فكر مثقف نفخر فيه جمعيا يكون زادا وزوادة للغد مشرق إنشاالله .

قد يعجبك ايضا
تعليقات