بقلم د _ أحمد عبد المالك ناجي
تعد قضية تغير المناخ Climate Chang هي القضية الأكثر سخونة والأكثر إلحاحاً على المجتمع الدولي حالياً، وذلك نظراً لما قد يسببه تغير المناخ من تأثيرات وتداعيات مستقبلية خطيرة ليس أقلها جفاف بعض الأنهار وغرق أجزاء شاسعة من المناطق الساحلية، وتبدل خريطة مناطق الإنتاج الزراعي في العالم، وقد أطلقت منظمة البيئة العالمية صيحة مدوية تحذر من تدهور المناخ العالمي، وتدق ناقوس الخطر لتنبيه الغافلين بأن هذا التدهور يمكن أن يكون له تداعيات كثيرة نتيجة تزايد الغازات الكربونية.
والتغير المناخي هو أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة ومعدل حالة الطقس يمكن أن يشمل معدل درجات الحرارة، ومعدل تساقط الأمطار، وحالة الرياح، أو هو أي تغير جوهري في مقاييس المناخ مثل الحرارة والبخر والرياح يمتد لفترة طويلة من الزمن (عقد من الزمن أو أكثر).
أسباب التغير المناخي:
يحدث التغير المناخي بسبب أسباب طبيعية بسبب رفع النشاط البشري لنسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من لحرارة، فكلما اتبعت المجتمعات البشرية أتماط حياة أكثر تعقيداً واعتماداً على الآلات احتاجت إلى مزيد من الطاقة، وارتفاع الطلب على الطاقة يعني حرق المزيد من الوقود الحفري (النفط- الغاز- الفحم) وبالتالي رفع نسب الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي، وبذلك ساهم البشر في تضخيم قدرة مفعول الدفيئة الطبيعي على حبس الحرارة الكفيل بأن يرفع حرارة الكوكب بسرعة لا سابقة لها في تاريخ البشرية.
وأسباب طبيعية والتي تتضمن التغيرات في مدار الأرض، وكثافة الشمس، ودوران المحيطات والغلاف الجوي، والأنشطة البركانية.
كيفية حدوث التغير المناخي:
يتميز غاز ثاني أكسيد الكربون (Co2) والغازات الأخرى المسببة للاحتباس الحراري بخاصية امتصاص الأشعة تحت الحمراء الحرارية (Themal IR Radiation) غير المرئية ويعمل بذلك عمل البيت الزجاجي، حيث يسمح للطاقة الشمسية (الضوء المرئي) بالوصول إلى سطح الأرض ولديه القدرة على امتصاص الأشعة الحرارية ذات الموجة الطويلة الصادرة عن الأرض وبذلك تبقى الأشعة تحت الحمراء (IR) حبيسة جو الأرض وبالتالي يتسبب ذلك في زيادة درجة الحرارة على سطح الأرض.
الآثار المترتبة على تغير المناخ:
خسارة مخزون المياه الصالحة للشرب.
تراجع المحصول الزراعي وبالتالي تقلص المخزون الغذائي.
تراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية.
انتشار الآفات والحشرات الناقلة للأمراض.
ارتفاع مستوى البحار حيث ازدادت درجة الحرارة خلال المائة عام الماضية جوالي 0,7 درجة مئوية ويعتقد أن مستوى سطح البحر قد ارتفع بين 10- 15 سم.
ذوبان الجليد: يؤدي ارتفاع متوسط حرارة جو الأرض إلى ذوبان غير معكوس للجليد سواء في القطبين أو في قمم الجبال المرتفعة أو المحيطين المتجمدين الشمالي والجنوبي، ويؤدي ذوبان الجليد إلى زيادة نسبة الإشعاع الشمسي الممتص من سطح الأرض، حيث يعكس الجليد 80- 85% من كمية الإشعاع الشمسي الساقط عليها وبالتالي سيسرع من زيادة درجة حرارة الغلاف الجوي.
تواتر الكوارث المناخية المتسارع.