أناوحدي وليل العاشقين

بقلم _ مصطفى سبتة

أناوحدي وليل العاشقين يراودني
غاب الحبيب وغـاب بعده ذاتي
حتى كرهت مـن الحياة حياتي
وبكيت والقلب الحزين وصابني
حرق على الخدين مــن دمعاتي
نامت عيون النـــــاس دون تنهد
وأنا جرحت الليل مـــــــن أناتي
أوحشته وجعلته يبكـي معـــي
ويزيد آهـــــــــات علـــى آهـاتي
هجع الجميع وجرح قلبي نازف
وأنا الملم ما قــــــــدرت شتاتي
ما مرت الأيام في عمــر الجفاء
إلا وزادت في الهـــــوى أزماتـي
غاب الحبيب ولم يعد حلم بـه
يبدوا عليا لحضـــــــة الغفوات
سهرت عيوني لست أدري مـا بها
عينا أضاعت في الليال سباتـــي
لا ألنـاس تؤنسني ولا ألقى بهـم
من أرتوي منه يغيث ضماتـــــي
والجــــن غابوا كلهم من دنيتي
وبقيت وحــدي عابس البسمات
والطب أصبح تائـــــه في عجزه
زاد الدواء داء إلـــــــــــى علاتي
وحدي وليل العاشقين يقول لي
إنظر ترى المحبوب فـي نجماتي
وأنا أسامر نجمة الفجــــــر التي
منها لوجه الخل بعــــض صفات
طعت الهوى فيه بكـــــــل أموره
وعيونه صارت الـــــــــد عصاتي
وكتبت كل النثر دون تأثـــــــــر
يلقى بهـا وحياً من الكلمــــــات
وغدا القصيد بكله فـــــي مدحه
كم بت أكتبه علـــــــــــى أبياتي
لي من صفاتي مـــا أرى بصفاته
وعلى سماته مــــــا أرى بسماتي
لكن بحث عليه في كل الدنـــــا
لو كان مثلي كـــــان نحوي آتي
من ينظر القبـــــر الدفين يظنه
سكنت به الأرواح فــي الخلوات
لكن تحته فـــي الجحيم سعيره
نار لهيبها فـــــــــي المقابر عاتي
وأنا بصدري مثل قبـــر والحشاء
فيه لهيب البعـــــــــد بين رفاتي
تتابع الأيــــــــــام فيني وعمرها
قد طال حتـــــــى خلتها سنوات
عانيت نوبات البعاد ومــــن يرى
فيني يظن الموت فـــــي نوباتي
حتى أظن الروح تخرج منهــــــا
لما تنازع في الحشاء سكراتــــي
أنا قد هلكت ولم يعد أمــــل به
حتى تكون من الهلاك نجاتـــــي
وعلى جــــروح ليس يبرأ ما بها
رقصت عليها في البعـاد وشاتي
زاد الجحيم بناره وجعــــا ومــــا
وصلت إلى لقياء القلوب مناتـــي
وضعت على درب اللقاء مصائد
وشراك قـــــد زادت إلى عقباتي
كثرت دروس لست أفهــم مابها
من كل عبره ما عـرفت عضاتي
زادت على درب الفـراق معاركي
وهزمتني الأشواق فــي غزواتي
أمضي على درب بدون نهايـــــة
تعبت وما وصلت بـــه خطواتـي
ما تختفي الأشواق منـي لحضة
أرتاح منها غير فــــي الصــلوات
أخذت عليا العمــــــــــر كله تائه
وتملكت مــــــــــن دنيتي أوقاتي
غاب الحبيب وأي شيء قد غـدا
إقرب اليا ما بقت نبضاتــــــــــي
لقياء الحبيب إذا تملكنا الهــــوى
أم إنه أجلي ويوم وفاتـــــــــــي