القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

‏‎طاولة مطلة على النيل

195

كتبت _ شيماء السيد

‏‎الشخصيات،
‏‎ياسين: رجل أربعيني طويل القامة، ذو وجه طويل، وجهه عريض، وشعره أسود قصير يرتدي بدلة سوداء منمقة، يعمل فى وزارة الخارجية متزوج ولديه طفلان.
‏‎لمى: امرأة ثلاثينية طويلة القامة نحيفة ذات وجه أبيض رفيع، وعينان بنيتان وشعر أسود طويل، ترتدي فستان أبيض قصير وأنيق تعمل فى وزارة الخارجية متزوجة ولديها طفلان.
‏‎الويتر: شاب فى منتصف العشرينات يرتدي الزي الرسمي الخاص بالعمل.
‏‎مدير المطعم: رجل أربعيني يرتدي الذي الرسمي الخاص بالعمل.

‏‎( يفتح الستار فنرى مطعم فاخر يطل على النيل به طاولة لفردين ينتصفها باقة ورد مميزة وشمعتان. )

ياسين: إيه رأيك بقى فى المفاجأة دى؟ المطعم الى بتحبيه والورد اللي بتحبيه.
‏‎لمى: ميرسي
‏‎ياسين: النهاردة يوم مش زى أى يوم، أنا مبسوط قوى إنك خلاص خفيتي وبطلتي أدوية، ونزلنا أجازة وخرجنا سوا أخيرًا، وخلاص بقى هنخرج زى زمان ونحضر حفلات زى زمان
‏‎لمى: الحمدلله
‏‎ياسين: أنا طلبت منهم يحضرولنا العشا اللي بنحب ناكله دايما هنا.
‏‎لمى: ماشي
‏‎ياسين: شايفة يا حبيبتى منظر النيل جميل ازاي، مهما سافرنا ولفينا الدنيا هتفضل القعده على النيل من اكتر الحاجات اللي بحبها.
‏‎لمى : فعلًا.
‏‎ياسين: مالك يا حبيبتي؟ من ساعة مانزلنا من البيت وأنتِ ساكتة ومن ساعة ماجينا وأنا بحاول أفكك وأنتِ بردو مش فى المود.
‏‎لمى: بجد عاوز تعرف مالي؟
‏‎ياسين: أكيد يا حبيبتي.
‏‎لمى: طلقني يا ياسين.
‏‎ياسين : نعم! … أنتِ بتهزري صح؟
‏‎لمى: لا خالص أنا بتكلم جد جدًا.
‏‎ياسين: فى إيه بس يا حبيبتي مالك؟ أنا عملت ايه زعلك مني؟
‏‎لمى: ماعملتش يا ياسين وهى دى المشكله إنك ماعملتش.
‏‎ياسين: يعني إيه؟ أنا مش فاهم حاجة!
‏‎لمى: فاكر يا ياسين أول ماتعبت من ست شهور، واحنا فى لندن والدكتور قالي إن عندي مرض نادر ومحتاج راحة ورعاية من أربع إلى ست شهور لحد ما أخف خالص؟
‏‎ياسين: طبعًا يا حبيبتي فاكر ودي أيام تتنسي؟
‏‎لمى: فاكر لما رجعنا من عند الدكتور أنت عملت إيه؟
‏‎ياسين: آه طبعًا يا حبيبتي اتفقت مع الدكتور يجبلك ممرضة تلازمك طول فترة تعبك وكانت مقيمة معانا طول الست شهور اللي فاتوا لحد ما الدكتور طمنا إنك خلاص خفيتي.
‏‎لمى: وأنت بقى كنت فين طول الست شهور دي؟
‏‎ياسين: كنت وحيد طبعًا الصبح فى السفارة من غيرك وبالليل في الحفلات الخاصة بالسفارة وبردو من غيرك!
‏‎لمى: وولادنا كانوا فين؟
‏‎ياسين: ولادنا كان معاهم المربية بتاعتهم بتاخد بالها منهم وكانوا بيروحوا المدرسة وبيعملوا واجباتهم وانا كنت بتابع بنفسي مع المربية عشان اطمن إن كل حاجة تمام.
‏‎لمى: هى دى المشكله احنا من كتر ماعشنا في أوربا بيتنا بقى بارد زيهم، ولو كان اللي حصل ده حصل لأى بيت تانى هنا فى مصر كان زمان أحوال البيت كلها اتقلبت كان زمان الولاد متأثرين بتعب مامتهم وكان زمان جوزها فضل جنبها ومارمهاش لممرضة وراح يمارس مهامه كنائب السفير ويمارس البروتوكلات مع الدبلوماسين.
‏‎ياسين: أنتِ بتلوموني إني جبتلك ممرضه ترعاكِ وإنى أخدت بالي من شغلي ومن الولاد؟
‏‎لمى: لا أنا بلوم نفسي إني كنت دايما بفضلك على الولاد، أنا كمان غلطت لما كنت بسيب الولاد سخنين للمرب تديهم الدوا وأخرج معاك أحضر حفله للسفارة، ولما كنت بسيبهم أيام إمتحانتهم وأسافر معاك بين الدول، خليت الولاد يبعدوا عني، ومايحسوش بوجودي كنت دايما أقول لنفسي مش مهم كده كده، هما ولادى وأنا أمهم وحبنا لبعض حب فطري أتخلق جوانا من ساعة ما اتولدوا وعمرهم ماهيبعدوا عني لكن انت جوزي حبيبي لازم أحافظ على حبنا لبعض وأكون جنبك فى شغلك وحفلاتك وسهراتك وسفرياتك حتى لو على حساب الولاد مش مشكلة.
‏‎ياسين: يا روحي انتى كمان بتشتغلي معايا فى السفا وده كان شغلك زى ما هو شغلي وكان بيتطلب مننا أحنا الاتنين ولازم يتعمل.
‏‎لمى: والنتيجة كانت ايه؟ أنت عارف يا ياسين إنك من ساعة ما عرفت إني تعبانة لحد ماخفيت ماحضنتينش ولا مرة ماطبطبتش عليا ماقولتليش أزمة وهنعديها سوا يا حبيبتى كل اللي عملته إنك نقلت هدومك وحاجتك من أوضتنا لأوضة تانية وسبتلي الأوضة أنا والممرضة وكنت كل يوم تيجي تبص عليا مرتين مرة أول ماتصحى ومره قبل ماتنام ولا مرة حاولت تدخل الأوضة وتقعد تتكلم معايا ولا مرة أدتنى الدوا بنفسك ولا مرة خليت الممرضة تروح وقلتلها سبينى أنا النهاردة أهتم بيها واحنا فى غربة واهلي مش جنبي وأنت كنت بالنسبالى كل أهلي، ست شهور وأنا معزولة على الرغم إن اللي عندي ماكنش مرض معدي، ستشهور وولادي بيجوا يبصوا عليا مرة فى اليوم ويمشوا كأنه واجب وواجب تقيل كمان… أنا مهما وصفتلك إحساسي عمرك ماهتتخيله كنت طول الوقت بردانك على الرغم من الدفايات اللي فى كل حته فى البيت لكن البيت كان برد قوي مافيهوش مشاعر، ياسين أنا مابقتش حاسه معاك بالأمان.
‏‎ياسين: معقول كل ده جواكِ وساكتة طب ليه ماتكلمتيش معايا واحنا فى لندن ليه ماقولتيش إنك محتجاني جنبك وأنا كنت سبت كل حاجة وفضلت قاعد وياكِ.
‏‎لمى: تفتكر يا ياسين لو أنت اللي كنت تعبان مش أنا كنت هجبلك ممرضة، ولا كنت هاخد أجازة واقعد تحت رجلك اراعيك من غير ماتطلب أنت منى ده.
‏‎ياسين: كنتِ هتراعيني طبعًا، أنا مكسوف من نفسي قوي، وحاسس بذنب كبير قوليلي أعمل إيه عشان أراضيكِ
‏‎لمى: طلقني يا ياسين.
‏‎ياسين : لو سمحتِ يا لمى ماتقوليش الكلمة دى تانى ..
حبيبتى احنا بقالنا 18 سنه متجوزين عمرنا ما اختلفنا يوم مع بعض، الناس كلها بتحسدنا على علاقتنا ببعض وانتى من أول غلطه ليا عاوزة تسبينى
لمى : ياسين انت مش بتحبنى انت بتحب شكلى وجسمى بتحب المظهر الاجتماعى اللى بيبان للناس، لما بندخل أى مكان أو أى حفلة وإيدينا فى إيد بعض بتحب انبهار الناس بمنظرنا، وتعليقاتهم ليك وهما بيقولولك يا بختك بالقمر اللى معاك … بس نسيت اننا بنكبر وهنعجز لا انا هفضل قمر ولا حاجة.. رميتى فى السرير 6 شهور خلتنى أشوف حاجات كتير ماكنتش واخدة بالى منها … ياسين انت رمتنى زى الكلبة وروحت كملت حياتك وده بالظبط اللى هتعمله معايا لما أعجز وأكبر..
ياسين : مش صحيح يا لمى مش صحيح .. ارجوكِ ادينى فرصة تانية خلينى اثبتلك فيها انى مش كده
لمى : للاسف يا ياسين كل مشاعر الحب الى جوايا ليك خلصت فى الست شهور دول …. عشان كده أول ما خفيت طلبت منك ننزل مصر أجازة… أنا خلاص قررت أنا مش راجعة معاك لندن وهطلب نقلى مصر وهناك مدارس الولاد، هناك هعيش وأحاول أعوضهم عن كل سنين غيابى عنهم فى بلدهم عشان يدخلوا فى حضنها وحضنى ويحسوا بالدفا والأمان..
ياسين : طب وأنا يا لمى ؟ مافكرتيش فيا ؟
لمى : انت هتطلقنى وبراحتك عاوز ترجع لندن أو تنقل مصىر زى ما انت عاوز وهنفضل أصدقاء طبعا وولادك هتشوفهم فى أى وقت
ياسين : اتغيرتى اوى يا لمى حاسس إنى قاعد مع واحده ماعرفهاش، حتى أول مرة من ساعة ماتجوزنا تاخدى قرار من غير ماتشاركينى فيه
لمى : ساعات موقف واحد بيقتل جواك كل المشاعر الحلوة ويحولك لشخص تانى ماتعرفهوش
ياسين : خلاص يا لمى أنا كمان هنقل مصر معاكوا وهبعد عنك فتره لحد ماتقدرى تسامحينى لكن أرجوكِ ماتقفليش الباب فى وشي واعتبريها أجازة منى تريحي فيها أعصابك..
لمى : مش هينفع أنا خلاص قررت وعاوزة أطلق
ياسين : أنا كمان حاسس إنى بردان قوى وعاوز ادفى فى حضن بلدى، إنتى عندك حق فى كل كلمه قولتيها بس ارجوكى يا حبيبتى تعالى نعتبرها هدنة…

قد يعجبك ايضا
تعليقات